تواصل السجال حول المحكمة الدولية في لبنان أمس بعد تجديد «حزب الله» طلبه من المسؤولين اللبنانيين عدم التعاون مع طلبات مكتب المدعي العام فيها القاضي دانيال بلمار على خلفية عدم استجابة 4 وزراء هذه الطلبات، فردّ رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على موقف رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد في هذا الصدد بالقول إن «القصد منه التهويل»، معتبراً أنه «غير صحيح أن المحكمة طلبت الحصول على 4 ملايين بصمة للبنانيين وأنه تم الحصول على ألف بصمة والمطلوب فقط الحصول على توقيع بأن هذه المعلومات صحيحة». وفيما كرر «حزب الله» على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي فيه الشيخ نبيل قاووق الهجوم على المحكمة، معتبراً أن «صدقيتها أصبحت رماداً تعصف فيه الرياح»، بدأ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لقاءاته في المملكة العربية السعودية فاجتمع أمس مع أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز على أن يواصل اليوم اجتماعاته مع كبار المسؤولين. وبدأ العد العكسي للتجمع الشعبي الحاشد الذي دعت اليه «قوى 14 آذار» في الذكرى السادسة لانطلاق التحركات الشعبية اللبنانية التي تتخذ لها شعاراً هذه السنة «رفض وصاية السلاح»، كما جاء في بيان أصدرته الأمانة العامة لهذه القوى أمس. وأعلنت الأمانة العامة أن التجمع الشعبي في ساحة الشهداء وسط بيروت سيكون الأحد المقبل 13 آذار، لأنه يوم عطلة بدلاً من الاثنين في 14 منه. وخاطبت الأمانة العامة اللبنانيين بالقول: «ثورة الأرز، ثورتكم كانت البداية في ثورات العالم العربي». وانشغل لبنان الرسمي والسياسي أمس بالاحتفال الذي أقامته الكنيسة المارونية باليوبيل الذهبي لرسامة البطريرك الماروني نصرالله صفير أسقفاً والفضي لانتخابه بطريركاً، قبل 4 أيام على التئام مجلس المطارنة لانتخاب بطريرك جديد بعد استقالة صفير. وحضر الاحتفال إضافة الى رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وحشد من الوزراء والنواب والقادة السياسيين، رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان الكاردينال ليورنادو ساندري ممثلاً البابا بنديكتوس السادس عشر. وقال صفير في كلمة خلال الاحتفال الذي كان بمثابة وداع له: «أستغفر من ظن أنني أسأت اليه»، فيما ألقى النائب البطريركي رولان أبو جودة كلمة مؤثرة عن إنجازات البطريرك المستقيل أكد فيها أن «مجد لبنان أعطي لبكركي (البطريركية) لأن فيها إرادات صلبة لا تنكسر». وتخلل الاحتفال خلوة بين صفير والرئيس سليمان تناولت الأوضاع السياسية، ولقاء بين ميقاتي والكاردينال ساندري والسفير البابوي غابرييل كاتشيا. وعلمت «الحياة» ان ساندري أكد للرئيس المكلف أهمية دور لبنان واهتمام الفاتيكان المستمر به كنموذج للتعايش في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، متمنياً استمرار التعاون بين أبنائه ومعالجة الخلافات. واهتم السفير كاتشيا بالاستفسار عن الصعوبات في عملية تشكيل الحكومة وعن إمكان اشتراك الجميع فيها فأكد ميقاتي أنه سيسعى الى معالجة هذه الصعوبات لتشكيل حكومة جامعة.