وضع المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني العامل الديني في صلب معركته للوصول الى البيت الابيض، ما أثار انتقادات من معسكر الرئيس باراك اوباما الذي اتهمه «بالتطرف» والسعي الى «زرع الشقاق». أتى ذلك اثناء ظهور رومني في برنامج تلفزيوني تبشيري انجيلي معروف يعده بات روبرتسون في ولاية فرجينيا السبت، اذ استفاد من الخلاف الذي ظهر الاسبوع الماضي خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي حين طالب مندوبون بشطب كلمة «الله» من برنامجهم. وقال رومني امام الحشد المشارك في البرنامج: «لن اشطب كلمة الله من برنامجنا. لن ازيل الله من قلبي. نحن امة كرمها الله». وصرح رومني بأن الاميركيين يحتاجون رئيساً «يلتزم لأجل امة تعترف اننا، الشعب الاميركي، حصلنا على حقوقنا ليس من الحكومة لكن من الله نفسه». ولمح المرشح الجمهوري الذي شغل سابقاً منصب حاكم ماساتشوستس الى ان الديموقراطيين يريدون شطب العبارة الشهيرة: «بالله نؤمن» (إن غود وي تراست) من العملة الاميركية. وسارعت حملة اوباما الى التنديد بتصريحات المرشح الجمهوري واصفة اياها بأنها «هجمات متطرفة ومغلوطة». واتهمت ليز سميث الناطقة باسم حملة اوباما المرشح الجمهوري ب «شن هجمات متطرفة ومغلوطة ضد الرئيس تتماشى مع اشد الاصوات لدى الحزب الجمهوري الداعية الى زرع الشقاق». وأضافت: «هذه ليست طريقة لجعل اميركا اقوى، انها وسيلة للانقسام واخذنا الى الوراء». ورد فريق حملة رومني قائلاً ان حملة اوباما هي التي «تؤلب الناس ضد بعضهم بعضاً». ويأتي هذا الجدل الجديد في الحملة الانتخابية وسط مؤشرات على تزايد شعبية اوباما بعد مؤتمر الحزب الديموقراطي الاسبوع الماضي اذ ارتفعت بنقطة لتصبح 49 في المئة في مقابل 45 في المئة لرومني بحسب استطلاع اجراه معهد «غالوب». وغالباً ما لجأت حملات الجمهوريين الى استخدام قضايا دينية وثقافية في محاولة لتحسين مواقعها في حملات متقاربة جداً، وكهجوم مبطن ايضاً على اوباما الذي اضطر عدة مرات في السابق الى تأكيد انه مسيحي ملتزم. وفيما يتنافس المرشحان على كسب اصوات الناخبين البيض من الطبقة العاملة في ولايات لم تحسم امرها بعد، فإن المواضيع الثقافية والدينية يمكن ان ترتدي اهمية اكبر قبل انتخابات 6 تشرين الثاني (نوفبمر) المقبل. وحول اوباما انظاره الى وسط فلوريدا، الذي يقرر عادة مصير اصوات الولاية وفي بعض الاحيان الرئاسة. وقال اوباما ان «القيم التي نحارب من اجلها ليس قيم الديموقراطيين ولا قيم الجمهوريين، انها قيم اميركا» فيما تمكن فريق حملته من جمع حوالى 11 الف شخص في هذا التجمع. وقام تشارلي كريست الحاكم الجمهوري السابق لفلوريدا بتقديم اوباما في سان بطرسبورغ قائلاً ان موقعه الحزبي تغير بعد خسارته الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ امام ماركو روبيو المدعوم من حزب «حركة الشاي» في 2010. وجدد الرئيس هجومه على رومني بسبب السياسات الاقتصادية للجمهوريين قائلاً انها فشلت ويمكن ان تتسبب بأزمة مالية جديدة. وأثار الرئيس الاميركي الضحك السبت في مطعم في فلوريدا عندما مازح طفلاً من هاواي، التي يتحدر منها اوباما نفسه، سائلاً عما اذا كان بحوزته شهادة ميلاد، ساخراً بذلك من الجدل الذي اثاره بعض المحافظين حول مكان ولادته للطعن في ترشحه للانتخابات. واثناء وجود الرئيس الاميركي في المطعم، توجه الى طاولة يجلس حولها عشرة اشخاص من بينهم خمسة اطفال، فاخبرته سيدة ان احد الاطفال مولود في هاواي مثله. فقال له الرئيس: «انت مولود في هاواي؟ هل لديك شهادة ميلاد؟» ما اثار حالاً من الضحك في المكان. وكان عدد من المحافظين المتشددين اثاروا جدلاً حول مكان ولادة اوباما عندما اعلن في العام 2007 ترشيحه للانتخابات الرئاسية. وعمد اوباما بعدها الى نشر وثيقة ولادته التي تظهر انه ولد في الرابع من آب (اغسطس) من العام 1961 في هاواي، اي على الاراضي الاميركية، بما يتوافق مع شروط الترشح الى الرئاسة.