اتهم فريق حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما ميت رومني بإعطاء حجة لمؤيدي نظريات المؤامرة ضد الرئيس المنتهية ولايته، بعدما أطلق المرشح الجمهوري للرئاسة مزحة علناً حول شهادة ميلاده. وعلى رغم أن رومني أكد لاحقاً أن الأمر لم يكن هجوماً ضد أوباما، لكن تصريحاته أعادت إطلاق جدل ذي خلفيات عنصرية بدأه منذ فترة طويلة محافظون متشددون حول شرعية تولّي أول رئيس أسود للولايات المتحدة هذا المنصب. وفي تجمّع انتخابي بمدينة كوميرس في ولاية ميشيغن (شمال) التي تعتبر من الولايات الحاسمة في انتخابات 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ذكر رومني بأنه وزوجته ولدا في هذا المكان. وأضاف: «لم يطلب أحد أبداً رؤية شهادة ميلادي. فهم يعرفون إننا ولدنا هنا وكبرنا هنا»، لتقابل هذه المزحة بضحكات وتصفيق حوالى 10 آلاف شخص جاؤوا للاستماع إليه قبل افتتاح المؤتمر الوطني الجمهوري غداً الذي سيعلنه رسمياً مرشحاً للحزب في فلوريدا (جنوب شرق). إلا أن هذه التصريحات تأخذ معنى خاصاً في إطار الجدل الذي أثاره محافظون متشددون في شأن المكان الذي ولد فيه أوباما وذلك منذ 2007 عندما أعلن ترشحه للرئاسة. ولإسكات هؤلاء، نشر أوباما آنذاك صورة من شهادة ميلاده تؤكد أنه ولد في 4 آب (أغسطس) 1961 في هونولولو عاصمة ولاية هاواي، أي على الأراضي الأميركية كما يشترط دستور البلاد للترشح للرئاسة. وفي نيسان (أبريل) 2011 عندما انضم البليونير دونالد ترامب إلى هؤلاء المشككين، ذهب البيت الأبيض إلى أبعد من ذلك مع نشر شهادة الميلاد الرسمية الكاملة لأوباما. وأكد رومني أول من أمس في حديث مع «سي بي أس» أنه لم يكن يريد مهاجمة أوباما وإنما مجرد المزاح. وقال: «يجب إضفاء بعض المزاح على الحملة»، مضيفاً أن «مكان ولادته ليس موضع جدل. لقد ولد في الولاياتالمتحدة». وأكد رومني في السابق أنه ليس من أنصار هذه النظريات التي تتسم بالعنصرية حيال أول رئيس أسود للولايات المتحدة. ومنذ فوزه في الانتخابات التمهيدية لحزبه، حاول رومني تركيز هجماته على أوباما عبر التنديد بسياسته الاقتصادية والإشادة بخبرته الخاصة كمقاول، كما ورد أول من أمس في مقالة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال». لكن عودة الجدل حول شهادة الميلاد، سواء عن قصد أو غير قصد، فتح المجال للديموقراطيين لشن هجمات كما حصل في مطلع الأسبوع الماضي مع تصريحات نائب جمهوري أكد أن النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب نادراً ما يحملن. وسارع فريق حملة أوباما إلى التنديد بتصريحات المرشح الجمهوري. وقال الناطق باسم الحملة الديموقراطية بن لابولت «منذ بداية حملته فضّل الحاكم رومني دعم الأصوات الأكثر تطرفاً في حزبه بدلاً من التصدي لها»، معتبراً أن تصريحات رومني «يجب أن تحض الناخبين العقلاء على إعادة التفكير». وذكر فريق أوباما أيضاً بأن رومني ظهر أخيراً إلى جانب ترامب وشخصيات أخرى محافظة تواصل التشكيك في مكان ولادة الرئيس. وبعد ذلك بث فريق حملة أوباما رسالة على الموقع الرسمي للحملة على» تويتر» تتضمن فيديو أغنية «بورن أن ذي يو أس أيه» (مولود في الولاياتالمتحدة الأميركية) للمغني بروس سبرينغستين. كما أطلق الفريق دعوة جديدة لتلقي هبات وروّج خصوصاً لبيع أحد الأغراض المعروضة للبيع على موقعه الإلكتروني، وهو فنجان قهوة كتب عليه «بورن أن ذي يو أس أيه» وعليها صورة عن شهادة ميلاد الرئيس.