أفاد تقرير أصدره مصرف «باركليز»، بأن ثلثي تجار التجزئة البريطانيين (66 في المئة) يتوقعون أن ترتفع مبيعاتهم خلال السنوات الخمس المقبلة في المنطقة العربية، في وقت لا تزال الظروف التجارية في المملكة المتحدة صعبة. وأكد مسؤولون في المصرف أن عدداً متزايداً من تجار التجزئة في بريطانيا، يبحثون عن النمو في الخارج، ومنهم من رأى دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أسواقهم المفضلة الثلاثة الاولى في الخارج من حيث نمو المبيعات. وصنفوا منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الخامسة عالمياً كوجهة مستقبلية مفضلة لديهم. وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر في مقدم اللائحة. وقال نحو 23 في المئة من تجار التجزئة في المملكة المتحدة، أن ألمانيا كانت الخيار الأول لهم للتوسع في الخارج في السنوات الخمس المقبلة، تليها الصين واستراليا. وتتطابق منطقة الشرق الأوسط في الترتيب مع الولاياتالمتحدة كسوق رئيسية للتوسع. وتدعم نتائج استطلاع شركتي «أسدا» و «تيسكو»، زيادة خطط التوسع لخطوط الموضة بأسعار معقولة في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مكتبة «دبليو إتش سميث» أكبر المكتبات البريطانية، التي أعلنت عن خطط توسعها في كل أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وقال رئيس تغطية الشركات في الإمارات والخليج العربي في «باركليز» ريزوان ميرزا، ان توجه التجار البريطانيين الى المنطقة، يأتي «نتيجة للنجاح الكبير الذي حققه تجار التجزئة المحليون والدوليون في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الأزياء الفاخرة، والأغذية والمشروبات». ونجحت علامات تجارية بريطانية كثيرة في تعزيز تواجدها في منطقة الشرق الاوسط مثل «دبنهامز»، «ويتروز» و «أم أندكو»، وذلك في مواقع رئيسة في المدن البارزة في المنطقة. وتعاونت هذه العلامات التجارية الرائدة مع شركاء محليين للاستفادة من خبراتهم الفريدة في الأسواق المحلية. ولم يعد التوسع الدولي حكراً على شركات التجزئة العملاقة، وبات مشهد القطاع لا حدود له نتيجة التجارة الإلكترونية التي سهلت توسع صغار تجار التجزئة البريطانيين إلى الخارج من دون عبء النفقات المتعلقة بالتخزين. وأشارت الدراسة الى أن 35 في المئة من التجار الذين وسعوا مبيعاتهم في الخارج، اعتمدوا على التجارة المباشرة، و 65 في المئة منهم عبر الانترنت. وقال ميرزا «إن التركيبة السكانية في منطقة الشرق الأوسط الفتية والذكية تشهد نمواً متزايداً في استخدام التكنولوجيا التي تتوافق مع متطلبات التجارة الإلكترونية، ويمكن لتجار التجزئة في الخارج الاستفادة من منصات التجارة الإلكترونية لاختبار الشهية المحلية لعلاماتهم التجارية من دون حاجة إلى خطوات أخرى في البلاد المستهدفة». لكن اشار الى قيود هيكلية يمكن أن تحد من نمو مشاريع التجارة الإلكترونية في المنطقة في المدى القريب، مع توقعه أن تنحصر هذه المشكلة في المدى البعيد.