توقع عاملون في قطاع التجزئة في دبي، تراجع القطاع خلال الصيف بمعدل الثلث تقريباً، نتيجة أزمة المال العالمية، التي دفعت الكثير من الشركات إلى الاستغناء عن موظفين، في وقت ابتعد معظم سكان الإمارة عن شراء سلع فاخرة، ما اضطر محلات التجزئة إلى خفض الأسعار، التي انعكست بدورها على معدلات التضخم، فتراجعت الى النصف مقارنة بمستويات العام الماضي. وأشارت تقارير اقتصادية الى ان معدل التضخم في الإمارات بلغ هذه السنة 5.3 في المئة، في مقابل اكثر من 11 في المئة خلال العام الماضي، نتيجة تراجع أسعار العقارات والسلع. وتوقع رئيس «شركة بن هندي لتجارة التجزئة» في دبي محيي بن هندي، تراجع مبيعات التجزئة بالإمارة نحو 30 في المئة هذا الصيف، قياساً الى الصيف الماضي، مع استمرار تأثير أزمة المال على تجار التجزئة. وعلى رغم الصورة القاتمة، واصل وكلاء العلامات التجارية العالمية فتح منافذ بيع في بلدان خليجية أخرى، بهدف استقطاب زبائن، في منطقة يتوقع ان تكون الأسرع في الخروج من الأزمة. ويركز أصحاب أعمال البيع بالتجزئة في دبي على المستهلكين المحليين نظراً الى تراجع مستوى السياحة، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام المحلات الكبرى للدخول إلى هذه السوق. وفي حين أن تراجع المبيعات وإنفاق المستهلكين في الأسواق المحلية ما زال ضعيفاً، فإن التوسع العالمي يزداد أهمية كاستراجية للنمو، ذلك أن الكساد العالمي في المواقع العقارية المفضلة أصبح أكثر توافراً في الكثير من الأسواق النامية، كما أنه جعل تقويمات التملك أكثر جاذبية أمام الكثير من أصحاب أعمال التجزئة في السوق المحلية. وخلافاً لمعظم الأسواق النامية، يتوقع أن يواصل الناتج المحلي العام نموه، وإن بسرعة أقل. وأكد بن هندي ان شركته التي توزع علامات تجارية فاخرة، تنوي التوسع في بلدان خليجية - عربية، وطرح أربع علامات تجارية أوروبية فخمة جديدة في السوق هذا العام. وقال: «تهدف استراتيجيتنا إلى التوسع خلال التراجع، حتى نكون متواجدين عندما تتحسن السوق». وشهدت منطقة الخليج طفرة اقتصادية خلال ست سنوات حتى 2008، وتوسعت مؤسسات تجارة التجزئة في السلع الفاخرة سريعاً في دبي، على أمل تحقيق مبيعات في ظل تواجد الأثرياء العرب والسائحين. إلا أن الأزمة أصابت القطاع بضرر بالغ وأثرت على الإنفاق، وأدت إلى تراجع السياحة في الإمارة. وتباطأ قطاع تجارة التجزئة الذي يمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي في دبي بصورة ملحوظة. وأغلقت «شركة بن هندي» هذا العام مجموعة كاملة من متاجرها في «الديرة سيتي سنتر» في دبي، «لغياب المستهلكين من الطبقات الراقية. ولعجزها عن تحقيق جدوى اقتصادية».