تعهّد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، بأن تقدم السلطات كل مساعدة ممكنة إلى منكوبي الهزة الأرضية التي أسفرت عن 86 قتيلاً على الأقل وأكثر من 700 جريح في جنوب شرقي البلاد حيث عمل عناصر الإنقاذ أمس على بلوغ المناطق الجبلية الصعبة. وقد جلس وين جياباو الذي وصل ليلاً إلى منطقة يليانغ التي ألحقت بها الهزة أضراراً بالغة، في خيمة وسط ناجين دمرت منازل عدد كبير منهم. ونقل التلفزيون الرسمي عنه أن «الحزب (الشيوعي) والحكومة لن يدخرا جهداً في سبيل عمليات الاغاثة. وإنقاذ الناس هو في طليعة اهتماماتنا». وأعلن الصليب الأحمر أنه أرسل مساعدة أولى تشمل 500 خيمة وألفي غطاء وألفي ثوب الى هذه المنطقة الواقعة على حدود مقاطعتي يونان وقويتشو. وهي منطقة فقيرة وتضم أقليات إتنية، ولاسيما المياو والهيو.. وأعقبت الهزة الأرضية، التي بلغت قوتها 5.7 درجات وفق الهيئة الصينية لرصد الزلازل، و5.6 وفق المعهد الجيوفيزيائي الأميركي، هزات ارتدادية، ولا يزال عدد كبير من المباني يعتبر خطراً. ويتمتع وين جياباو ببعض الشعبية في الصين، ويتحرك في كل الاتجاهات وتحت أضواء وسائل الاعلام ليقدّم دعمه لضحايا الأعاصير وحوادث المناجم والكوارث الأخرى. ونقلت صحيفة «غلوبال تايمز» عن مسؤول محلي، أنه كان يمكن تفادي سقوط هذا العدد من الضحايا لو كانت نوعية البناء أفضل، إذ إن «عدداً كبيراً من المنازل بنيت بطريقة رديئة ولم تقاوم الهزة التي حولتها ركاماً». وأكد هوانغ بوغانغ، مدير وكالة الزلازل في يونان، أن «المنازل في المنطقة التي ضربتها الهزة غير متينة، وأساساتها غير مقاومة للزلازل». وأوردت الصحيفة أن الهزة «تؤكد عدم الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية»، في بلد «يفضل فيه كثر دفع مزيد من المال لامتلاك منزل أو شقة أكبر بدلاً من ضمان معايير أفضل للسلامة»، وبالتالي «على الصين أن تحرص على ضمان السرعة والجودة في مجال التنمية». وهناك فكرة سائدة في الصين بأن السلطات ركزت جهودها على التنمية الاقتصادية بدلاً من رفاهية المواطنين. ويعتبر هذا وراء الفضائح أو الحوادث التي أزهقت أرواحاً وفجّرت الغضب الشعبي. على صعيد آخر، لقي عشرة عمال منجم حتفهم اثر سقوط منصتهم داخل بئر في منجم للفحم الحجري لا يزال قيد الحفر في مدينة جانغي (إقليم غانسو) شمال غربي البلاد، وذلك بعد أسبوع على مقتل 45 عاملاً بانفجار غاز داخل منجم في مدينة بانتشيهوا بإقليم سيتشوان.