تظهر قدرة الدول على التأثير في الجوانب الاقتصادية والمالية تبعاً لحجم اقتصاداتها ومستوى التداخل والاعتماد في ما بينها، في حين تُعتبر الدول المنتجة للسلع والخدمات أكبر تأثيراً من تلك المستهلكة، تبعاً لإفرازات الأزمات المالية وحالات عدم الاستقرار والتراجع والركود والغموض. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى «ان كل الأطراف تسعى إلى تقليل التأثيرات السلبية المتأتية من اتجاهات العرض والطلب بالنسبة إلى السلع الإستراتيجية، وفي مقدمها النفط، إذا فشلت في ان تكون جزءاً من عوامل التأثير، على رغم صعوبة تحديد الموقع الأفضل للدول للتأثير في الأسواق». ولفت التقرير إلى ان «ارتفاع مخزونات النفط الخام أو انخفاضها يظهران لدى الأسواق لجهة التأثير في شكل غير متوقع، وتتفاعل أسواق الطاقة مع هذه الاتجاهات في شكل مباشر على رغم أنها خالفت كل التوقعات، وهذا يقود إلى الاعتقاد بأن تركيز المتعاملين لدى أسواق الطاقة، الآنية منها والآجلة ينصب على مؤشر مستوى المخزونات من الخام لدى الدول ذات الاستهلاك المرتفع للطاقة، في حين تهمَل عوامل التأثير الأخرى على الأسواق». وأشار التقرير إلى «خيارات عديدة لدى المنتجين للعب دور أكثر تأثيراً وأهمية، إذ يمكنهم إعادة دراسة سقوف الإنتاج تبعاً للمسارات التاريخية للطلب والمخزونات، آخذين في الحسبان ظروف عدم الاستقرار والتحكم في حجم النفط المتوافر عالمياً بعيداً من المخزونات المحلية هنا وهناك، ولا بد من الأخذ في الاعتبار قدرات الدول الإنتاجية وقدرتها على زيادة الإنتاج وحجم النفط المخزن في مواقع الطلب عند الحديث عن المخزونات وتأثيرها على استقرار الأسواق، ومؤكداً ان لهذه العوامل تأثيرات إيجابية ذات طابع كلي على الاقتصاد العالمي، على عكس المخزونات المحلية لدى الدول الكبرى، والتي في حال إدخالها كأحد العوامل المؤثرة على اتجاهات الأسواق، ستُبقي التأثير السلبي قائماً على المدى المنظور». الشركات واستعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في الخليج، ففي السعودية تقدمت شركات أوروبية وكورية جنوبية بعروض لمشروع لمضاعفة طاقة مصفاة لزيوت التشحيم في ينبع تابعة لشركة «أرامكو السعودية». وتشمل الشركات «سامسونغ للهندسة» و «هيونداي للهندسة والبناء» الكوريتين الجنوبيتين و «سايبم» الإيطالية و «تكنيكاس ريونيداس» الإسبانية. وستتضاعف طاقة مصفاة ينبع حين يستكمل المشروع عام 2015، في حين تبلغ طاقتها الحالية 280 ألف طن سنوياً من زيوت التشحيم. ومنحت «أرامكو» السعودية عقداً إضافياً قيمته 1.125 بليون ريال (300 مليون دولار) لشركة «سايبم» لبناء جزء من خط نقل الغاز بمواصفات تتغلب على مشكلة كثافة الكبريت في الغاز غير المصاحب. وكان مشروع واسط لمعالجة الغاز الطبيعي، والذي ارتفعت تكاليفه إلى نحو 18.4 بليون ريال، مهدداً بالتأخير إلى ما بعد 2015 بسبب ارتفاع كثافة الكبريت في الغاز غير المصاحب المنتج من حقلي العربية والحصباة. ومنحت الكويت شركة «أميك» الهندسية البريطانية وشركة «فوستر ويلر» الأميركية عقدي استشارات لمشروع مصفاة جديدة ومشروع لإنتاج الوقود النظيف. ويهدف مشروع الزور، الذي تبلغ كلفته أربعة بلايين دينار (14.2 بليون دولار) إلى بناء أكبر مصفاة للنفط في الشرق الأوسط بينما يهدف مشروع الوقود النظيف الذي تبلغ كلفته 4.6 بليون دينار إلى تحديث منشآت قائمة وتعزيز طاقتها. وكشف مصدر مسؤول في «شركة نفط الكويت» ان الشركة في صدد تركيب 22 برج حفر متوسط العمق في حقل برقان الكبير بقيمة إجمالية ستبلغ 200 مليون دولار، مشيراً إلى ان الشركة وزعت المشروع على مناقصتين طرحت الأولى أخيراً وتشمل 12 منصة حفر، على ان تُطرح الثانية قريباً. ونفت «مؤسسة البترول الكويتية» توقيع أي اتفاق في كندا بعد تقارير بأنها أبرمت اتفاقاً أولياً مع شركة نفط «أثاباسكا» لاستغلال الرمال النفطية في ألبرتا. وكانت «أثاباسكا» أعلنت أخيراً توقيع خطاب نوايا لمشروع مشترك لاستغلال امتيازي الرمال النفطية، هانغينغ ستون وبيرش، لكنها لم تكشف هوية الشريك فيما أكد مصدر أنه «مؤسسة البترول الكويتية».