يشهد «متحف الثقافة للحرفيين» تظاهرة فنية لتجمع «الشرق» في مونتريال تحت عنوان «حنين»، وتعرض فيه عشرات اللوحات العائدة الى مجموعة من الرسامين العرب، بينهم الفنانة الكندية- اللبنانية رجا انيس حمود وهي من مواليد صيدا عام 1947. وحمود حاصلة على اجازة تعليمية من كلية التربية في بيروت، وتلقت منحة من وزارة التربية اللبنانية لدراسة الماجستير في كندا للتخصص في تدريب معلمي الروضة. كما نالت منحة مماثلة من كلية التربية لدراسة الدكتوراه في جامعة لافال في كييبك. ولمّا حالت ظروف الحرب في لبنان دون عودتها اليه، أكملت تعليمها وأبحاثها في كندا وحصلت على منحة من مجلس البحوث الكندي لدراسة الدكتوراه ومنحة اخرى من جامعة لافال لأبحاث ما بعد الدكتوراه في علم النفس اللغوي. تقول حمود ل «لحياة»: «كان عام 2000 مفصلاً حاسماً في حياتي المهنية اذ انتقلت من عالم الاكاديميا الى فن الرسم. وتابعته في ارقى معاهد الفنون في فرنساوكندا. وبدأت رحلة الاحتراف عبر تعليم الفنون التشكيلية في الجامعات الكندية، وأدخلت الى الرسم، للمرة الأولى، تقنيات «خلط الألوان». كما نظمت معارض خاصة ومشتركة بين مجموعات من الفنانين داخل كندا وخارجها. تنتمي حمود الى مدرسة الفن التشكيلي التعبيري. فلوحاتها في معرض «حنين» تنبض بالحياة والأمل، وتضج بالمشاعر الانسانية، وتشع بالبهجة والفرح، وتترصع بنمنمات من الخطوط العربية والاجنبية. وتطعّم بنكهات من الألوان الصوفية الاندلسية الاصيلة. اما نهجها الفني فيتخطى حدود الزمان والمكان، وريشة حمود تنساب بشكل عفوي، تعبر المشاهد الطبيعية الخلابة من دون تكلف، وتطوف بين هضابها ووديانها وسهولها وروابيها، وتتنقل بين الاضداد فتزداد اللوحة رونقاً وجمالاً... كما هو الحال في تعاقب الليل والنهار، وبزوغ الشمس وطلوع القمر، والخسوف والكسوف، وتوالي الفصول بزركشتها الخريفية واخضرارها الريّان وبياضها الناصع، الى ان تنهي جولتها الفنية بالتنقل بين رحاب المدن والأرياف، والشوارع والأحياء، ومهرجانات الرقص والموسيقى، واستعراضات التراث والفولكور. وتمضي حمود في استنهاض ذاكرتها الاغترابية واللبنانية لتخرج ما تبقى في لوحاتها من ملامح الفرح والحنين والعودة وجذوة الصمود والمقاومة، وتحلم بالعودة الى وطنها وتقيم فيه معرضاً خاصاً، فلبنان على حد تعبيرها «حاضر دوماً في لوحاتي ووجداني الفني». وتؤكد أن غالبية هذه الانطباعات بكل أبعادها الانسانية والاغترابية والوطنية والقومية تتجسد في عناوين المعارض التي أقامتها في صالات الفنون والمتاحف الكندية والعالمية، ومنها «لحظة سعادة» و «ذكريات» و «تعال ارقص معي» و «احلام الخريف».