سقط صاروخان أُطلقا من قطاع غزة صباح امس على منطقة سديروت جنوب إسرائيل من دون أن يسفرا عن إصابات أو أضرار، في وقت استبعدت تقارير صحافية إسرائيلية أن يتطور التوتر على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة إلى عملية عسكرية واسعة، رغم تلميح رئيس هيئة أركان الجيش بيني غانتس بذلك قبل يومين. وأفادت التقارير بأن «إسرائيل وحركة حماس وجدتا نفسيهما، بشكل استثنائي، في جبهة واحدة ضد المنظمات الإرهابية السلفية المتطرفة في قطاع غزة»، مضيفة أن عملية «الرصاص المسبوك» التي نفذتها إسرائيل في القطاع أواخر عام 2006 ما زالت تكبح جماح «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وتردعهما من تكرار التجربة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أوساط في القطاع قولها إن مصر طالبت «حماس» باتخاذ إجراءات صارمة ضد المنظمات السلفية في أعقاب الاعتداء على موقع للجيش المصري ومقتل 16 جندياً مصرياً، وأن تكون هذه الإجراءات حقيقية وليس بالكلام فقط، «وهذا ما قاد إلى التعاون الغريب بين إسرائيل وحماس»، والجهود التي تبذلها الحركة لوقف إطلاق قذائف صاروخية على إسرائيل. وتابعت الصحيفة على لسان «الأوساط الغزيّة» إن تهديدات «حماس» لإسرائيل بأنها لن تمر مر الكرام على استشهاد ستة فلسطينيين في اليومين الماضيين بغارات إسرائيلية، «هي مجرد كلام وتصريحات موجهة أساساً لآذان وسائل الإعلام»، بينما على الأرض تقوم الحركة بنشاط مكثف ضد الأصوليين الإسلاميين، وتحديداً في المساجد التي يسيطرون عليها في رفح وخان يونس وشمال القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار مصر فتح معبر رفح أمام «الغزيين» من دون إخضاعهم لتفتيش أمني هو لتشجيع الحركة على مواصلة تحركها ضد المنظمات السلفية في القطاع من أجل ضمان الهدوء في شبه جزيرة سيناء. وذكرت «هآرتس» أن الفلسطينيين في القطاع ليسوا معنيين بتحويل خسائرهم البشرية في الأيام الماضية إلى مناوشات واسعة مع إسرائيل، «على الأقل في الوقت الراهن»، بفعل ارتداعهم من عملية الرصاص المسبوك» قبل أقل من أربعة أعوام «والتي عكست على الأرض ميزان القوى العسكري بين الطرفين وأوضحت لحماس وغيرها من المنظمات الإسلامية، مثل الجهاد التي ما زالت تجلس بهدوء لاعتباراتها الخاصة، أنه لا يجدر بها إعادة الكرّة». وتابعت أنه فضلاً عن مخاوف «حماس» من فقدان حكمها في القطاع في حال أقدمت إسرائيل على عملية عسكرية واسعة، فإنها أيضاً تأخذ في حساباتها عدم إغضاب النظام المصري الجديد لأنه لا يمكنها التكهن بموقفه من تصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة. وأضافت أن بين اعتبارات «حماس» أيضاً تحسن الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع «الناجمة أساساً عن التعاون الاقتصادي غير المباشر بين الحركة وإسرائيل».