هددت إسرائيل بتنفيذ نسخة ثانية من عملية «الرصاص المسبوك» التي شنتها قبل عامين ضد قطاع غزة، في حال تواصل قصفها بالصواريخ، كما بدأت تعد لسيناريو الحرب من خلال الاستعداد الميداني المتزامن مع التهويل في القدرات العسكرية التي «تخل بالتوازن» لدى حركة «حماس»، إضافة الى تقديم شكوى امام الاممالمتحدة. في هذه الاجواء، حذر الرئيس محمود عباس اسرائيل من ان أي عدوان جديد على قطاع غزة سيؤدي الى انهيار جهود السلام، في وقت أعربت القاهرة عن القلق، محذرة من خروج الوضع عن السيطرة، ومطالبة جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس. اما حركة «حماس»، فلم تستبعد شن حرب ضد غزة. على خط مواز، خيّم توتر على الساحة الداخلية الفلسطينية حيث تصاعد تبادل الاتهامات بين السلطة وحركة «حماس». اذ حمل الناطق باسم المؤسسة الامنية اللواء عدنان الضميري بشدة على الحركة واتهمها ب «التحريض على القتل»، معلناً مصادرة اسلحة من الحركة في رام الله ونابلس قال انها معدة للصراع الداخلي، فيما أعلن نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبو مرزوق أمس وقف لقاءات المصالحة مع حركة «فتح» الى ان تتجاوب السلطة مع ما قال انه «مطالب المختطفين المضربين عن الطعام في سجون السلطة». ومع اقتراب ذكرى عملية «الرصاص المسبوك»، حذر نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية دان مريدور «حماس» من أن تضطر إسرائيل إلى تنفيذ عملية عسكرية عملية مماثلة، وقال للاذاعة الاسرائيلية إن إسرائيل لن تسلّم بوضع يتم فيه إطلاق القذائف على جنوبها «بين الفينة والأخرى»، وستواصل الرد فوراً وبصرامة على أي إطلاق للقذائف مثلما فعلت في الأيام الأخيرة، إلى أن يسود الهدوء التام الحدود مع القطاع. وافادت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ الأسبوع المقبل بحماية دباباته المنتشرة في محيط قطاع غزة بواسطة نظام جديد مضاد للصواريخ طورته الصناعات العسكرية الإسرائيلية يسمح بحماية الدبابات ضد صواريخ «كورنيت». كما يجري تحصين بلدات معرضة للقصف بجدران شاهقة، اضافة الى البحث في تحصين خطوط السكك الحديد في بئر السبع تحسبا لقصف صاروخي. في الوقت نفسه، اكد السفير الاسرائيلي لدى الاممالمتحدة ميرون روفن في رسالة وجهها الى مجلس الامن والى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ان «حوادث الايام الاخيرة تندرج في سياق تصعيد للهجمات الارهابية انطلاقا من قطاع غزة»، مضيفا ان «اسرائيل تعتبر ان سلطة الامر الواقع في قطاع غزة (حماس) مسؤولة بالكامل عن كل هذه الحوادث (...). وردا على هذه الهجمات، مارست اسرائيل وستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس». من جانبه، صرح عباس لدى استقباله ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس كريستيان بيرغر بأن «أي عدوان إسرائيلي جديد على القطاع، سيؤدي إلى انهيار الجهود الدولية الرامية إلى إنقاذ السلام». كما طالب الاتحاد الأوروبي بلعب دور اكبر في عملية السلام، خصوصا لما تتمتع به أوروبا من ثقل سياسي واقتصادي كبير يمكنها من التأثير على كافة الأطراف لدعم عملية السلام.