تسبب عطل في الصفحة الرئيسية في شبكة أرامكو السعودية الإلكترونية أمس، إلى سريان مخاوف من هجوم هاكرز جديد يستهدف الشركة دفعها إلى الاستنفار واتخاذ إجراءات احترازية، في مقدمها الطلب من الموظفين إقفال جميع الأجهزة وفصلها عن الإنترنت وإطفائها نهائياً، ما جعل إشاعات تنتشر بوجود اختراق جديد للشركة. وعلمت «الحياة» أن الإجراءات التي اتخذتها أرامكو السعودية كانت احترازية بدافع الخوف من أن يكون هجوماً جديداً ل«الهاكرز»، الذي ضرب الشركة قبل نحو ثلاثة أسابيع وأدى إلى أضرار كبيرة في الشبكة الإلكترونية أصاب خلالها نحو 30 ألف جهاز. وقالت أرامكو السعودية على حسابها في «تويتر» أمس، إنه «لا صحة لما تم تداوله اليوم (أمس) في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، عن محاولة اختراق جديدة لشبكة الشركة الإلكترونية أو حدوث أي ضرر في الشبكة»، فيما أكدت المصادر ل«الحياة» أن الشركة تأكدت من حالة الاشتباه قبل ساعات من انتهاء العمل، وأبلغت الموظفين بحال الوضع، وأنها أعادت الأمور إلى النقطة التي كانوا وصلوا إليها قبل حالة الاشتباه. يذكر أن «أرامكو» لا تزال مستنفرة كل طاقتها لعلاج المشكلة التي تسبب فيها «هاكرز» لم تعلن الشركة بعد عن هويته، وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى «هاكرز دولي» قام بهذا العمل، وأن عملية إصلاح الأضرار قد تستغرق وقتاً حتى تتعافى الشركة من هذا «الاختراق» بشكل كامل. وأضافت المصادر أن أوامر إقفال جميع الأجهزة وفصلها عن الإنترنت وإطفائها نهائياً، تم تمريرها لجميع أقسام وفروع الشركة المنتشرة في المملكة، ما اعتبر تجربة عملية لمواجهة أي اختراق محتمل تتعرض له الشركة في المستقبل. وأكدت أن عمليات التشغيل المرتبطة والإنتاج والتكرير في مختلف مناطق المملكة لا تزال منفصلة تماماً عن شبكة الشركة التي تعرضت للاختراق، وأنها في مأمن من أي محاولات للإضرار بها، وأنها لم تتأثر بالمشكلات التي أصابت الشبكة. وكان الهجوم الذي تعرضت شركة أرامكو السعودية له بدأ في 15 أيلول (سبتمبر)، وأدى إلى عطل مفاجئ في شبكتها الإلكترونية، ولا يزال يعتقد بأنه بسبب اختراق خارجي من إحدى مجموعات القرصنة العالمية، ما أدى إلى عطل شبه تام في الشبكة الداخلية للشركة، إذ فوجئ موظفو أرامكو بعطل الشبكة تماماً، فيما فقد معظم موظفي الشركة القدرة على الدخول للأجهزة الحاسوبية بسبب فقدانهم لكلمات المرور الخاصة بهم، وهو ما أسهم في تعطل أعمال الشركة الإلكترونية. وتردد في حينه فقدان الشركة لبعض المعلومات المهمة من بعض الأجهزة الحاسوبية المخترقة، في وقت تعرض فيه موقعها الرسمي www.aramco.com إلى العطل أيضاً. إلا أن هذا الاختراق لم يؤثر في عمليات إنتاج وتصدير النفط والغاز في المملكة بحسب ما أعلن رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح. وأكد الفالح أن «الأعمال الأساسية للتنقيب عن النفط والغاز والإنتاج والتوزيع مستمرة بموثوقيتها المعتادة، وليس هناك شك بأي شكل كان حول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها في جميع أنحاء العالم». مشيراً إلى أن «أرامكو» أعادت تشغيل جميع خدماتها الإلكترونية التي تعطلت جراء فايروس «تخريبي» إثّر على نحو 30 ألف جهاز كومبيوتر تابع للشركة، لكنه لم يؤثر في العمليات الحيوية المتعلقة بالنفط. وأوضح الفالح أن الشركة «أعادت تشغيل جميع الخدمات الإلكترونية الأساسية التي كانت قد تأثرت في بداية الهجوم بفايروس إلكتروني تخريبي من مصدر خارجي أثّر في نحو 75 في المئة من أجهزتها المكتبية». يذكر أن جهاز رئيس الشركة وأجهزة قسم كبير من نوابه كانت من بين الأجهزة التي اخترقت وأصابها الفايروس.