تمكنت شركة أرامكو السعودية في ساعة مبكرة من صباح أمس، من إيداع رواتب موظفيها قبل موعده المعتاد بيومين في خطوة تهدف إلى طمأنة الموظفين وتأكيد تجاوزها الأزمة الطارئة التي مرت بها الشركة بعد تعرض شبكتها الإلكترونية للاختراق عن طريق الفيروس الذي تسبب في تعطل 30 ألف جهاز كمبيوتر للشركة. وكان موظفو الشركة قد تخوفوا من أن يتسبب هذا الاختراق في تأخير صرف رواتب الموظفين لشهر أغسطس (آب) الجاري، إلا أن الشركة تمكنت من إيداعها قبل موعدها المعتاد بيومين، وهو ما اعتبره البعض تطمينا من قبل الشركة، وأنها تسيطر على الوضع بشكل جيد. وعلى صعيد متصل، أكدت أرامكو، أمس أنها أعادت تشغيل جميع الخدمات الإلكترونية الأساسية التي كانت قد تأثرت يوم الأربعاء قبل الماضي بفيروس إلكتروني تخريبي من مصدر خارجي، أثر على قرابة 30 ألف جهاز كمبيوتر مكتبي، وتعاملت الشركة معه بشكل سريع وفعال، حيث حظرت الدخول على شبكتها الإلكترونية من الخارج كإجراء احترازي، وطهرت جميع هذه الأجهزة من الفيروس، وأعادتها إلى الخدمة، مشيرة إلى أن موظفي الشركة باشروا أعمالهم كالمعتاد بعد عودتهم من إجازة عيد الفطر المبارك. وبينت الشركة في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن نظمها الإلكترونية الرئيسة لاستكشاف وإنتاج ومعالجة ونقل وتوزيع النفط والغاز والمنتجات المكررة لم تتأثر في أي وقت، بحكم عملها على أنظمة شبكة تحكم واتصال مستقلة ومعزولة، مبينة أنه استمر العمل في مرافق الشركة ومعاملها دون تأثر بما حدث طوال الفترة الماضية، كما أن نظم الحماية المتطورة والأنظمة الوقائية المتعددة التي تعتمدها الشركة لمكونات نظم التشغيل وقواعد البيانات فيها تشكل درعاً واقياً يحميها من الفيروسات الإلكترونية. م. خالد الفالح وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للشركة، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح ” لقد تمكنا من اتخاذ إجراءات احترازية على الفور لمواجهة هذا الاختراق لشبكتنا الإلكترونية، وكان لأنظمة الحماية المطبقة في شبكتنا وخطط التعامل مع الطوارئ دور كبير في احتواء هذه التهديدات الإلكترونية والحد من أضرارها.” وأضاف” أن أرامكو السعودية ليست الشركة الوحيدة التي تتعرض لمثل هذه العمليات، ولم تكن هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة من المحاولات غير القانونية والتخريبية التي تستهدف نظمنا الإلكترونية، وسنعزز تحصين الشبكة بكامل الوسائل الممكنة لمنع تكرار مثل هذا الاختراق في المستقبل.” وأكد الفالح أن أعمال التنقيب والاستكشاف والإنتاج والتصدير والتوزيع والمبيعات والأعمال المالية والموارد البشرية وقواعد البيانات الخاصة بها وغير ذلك، لم تتوقف للحظة واحدة بسبب ما حدث، حيث أنها أنظمة داخلية معزولة. وقال” إننا نود أن نؤكد لعملائنا وشركائنا أن أعمالنا الأساسية للتنقيب عن النفط والغاز والإنتاج والتوزيع مستمرة بموثوقيتها المعتادة، وليس هناك شك بأي شكل كان حول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها في جميع أنحاء العالم”. مبينا أن الشركة تواصل إجراء تحقيقاتها حول هذا الحادث والأطراف المتسببة فيه.