أتاحت شركة أرامكو السعودية أمس، للموظفين إرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية عبر الإنترنت، وهو أول اتصال خارجي من الشبكة الداخلية للشركة بعد هجوم الهاكرز قبل نحو أسبوعين، في إشارة إلى تمكن الشركة من تجاوز المشكلة التي تسبب فيها الاختراق. وأوضحت مصادر ل «الحياة» أن عزل الشبكة الداخلية كان من باب الاحتياط طوال الفترة الماضية، مشيرين إلى أن الخسائر المادية ستكون محدودة مقارنة بحجم المشكلة التي كانت موجودة وخطورة الهاكرز، إلا أن خسائر المعلومات لم يتم تحديدها بعد، وبخاصة أن آلاف الأجهزة التي كانت تتبع إلى الموظفين فقدت المعلومات الخاصة بها، يضاف إليها الخسائر غير المباشرة من أعطال وغيرها، ما يرفع فاتورة الخسائر في أكبر شركة نفط في العالم إلى أرقام كبيرة. ولفتت المصادر إلى أنه من الصعب تحديد رقم لحجم الخسائر، كما أنه من المستبعد أن تقوم الشركة بالإعلان عن حجم خسائرها بسبب اعتداء الهاكرز، مبينة أنه في المقابل حصلت «أرامكو» على خبرة في مواجهة اقتحامات كبيرة، وتعتبر من أهم ما استفادته من هذه المشكلة. وأكدت أن عودة الشركة إلى العمل بصورة مماثلة لما كانت عليها قبل هجوم الهاكرز، قد يحتاج إلى شهر يتم خلاله استعادة كامل قدرة الشبكة على العمل، مشيرة إلى «أرامكو» لا تزال مستنفرة كل طاقتها لعلاج المشكلة التي تسبب فيها «هاكرز» لم تعلن الشركة بعد عن هويته، وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى «هاكرز دولي» قام بهذا العمل، مضيفة أن العملية قد تستغرق وقتاً حتى تتعافى الشركة من هذا «الاختراق» بشكل كامل. وأضافت المصادر أن «أرامكو» بدأت في إعادة النظر في قطاع تقنيات المعلومات الحالي، وأنها ستجري تغييرات جذرية فيه بعد الانتهاء من المشكلة. يذكر أن الهجوم الذي تعرضت شركة أرامكو السعودية له بدأ في 15 آب (أغسطس)، أدى إلى عطل مفاجئ في شبكتها الإلكترونية، ولا يزال يعتقد أنه بسبب اختراق خارجي من إحدى مجموعات القرصنة العالمية، ما أدى إلى عطل شبه تام في الشبكة الداخلية للشركة، إذ فوجئ موظفو أرامكو بعطل الشبكة تماماً، فيما فقد معظم موظفي الشركة القدرة على الدخول للأجهزة الحاسوبية بسبب فقدانهم لكلمات المرور الخاصة بهم، وهو ما أسهم في تعطل أعمال الشركة الإلكترونية، فيما تردد فقدان الشركة لبعض المعلومات المهمة من بعض الأجهزة الحاسوبية المخترقة في الوقت الذي تعرض موقعها الرسمي www.aramco.com إلى العطل أيضاً. إلا أن هذا الاختراق لم يؤثر في عمليات إنتاج وتصدير النفط والغاز في المملكة بحسب ما أعلن رئيس الشركة كبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح، وأكد أن «الأعمال الأساسية للتنقيب عن النفط والغاز والإنتاج والتوزيع مستمرة بموثوقيتها المعتادة وليس هناك شك بأي شكل كان حول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها في جميع أنحاء العالم». وأشار إلى أن «أرامكو» أعادت تشغيل جميع خدماتها الإلكترونية التي تعطلت جراء فيروس تخريبي أثر في نحو 30 ألف جهاز كومبيوتر تابع للشركة، لكنه لم يؤثر في العمليات الحيوية المتعلقة بالنفط. مبيناً أنها «أعادت تشغيل جميع الخدمات الإلكترونية الأساسية التي كانت قد تأثرت في بداية الهجوم بفيروس الكتروني تخريبي من مصدر خارجي أثر في قرابة 75 في المئة من أجهزتها المكتبية».