علمت «الحياة» أن وزراء ومسؤولين سابقين في حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ينوون توجيه رسالة ثانية إلى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي «تتصل بالوسائل الممكن اتباعها لمواجهة المشاكل التي تعاني منها» البلاد. وستكون الرسالة استكمالاً لرسالة سابقة وجهّها خمسة وزراء سابقين للمرشد، في نهاية تموز (يوليو) الماضي، دعوا فيها إلى اتخاذ تدابير لمواجهة الظروف السياسية والاقتصادية في البلاد، بينها تشكيل «لجنة عليا من عقلاء القوم» للإشراف على تنفيذ هذه التدابير التي تتعلق أيضاً بتنظيم انتخابات الرئاسة السنة المقبلة. وذكرت مصادر أن الرسالة لم تستبعد نجاد من اللجنة المقترحة، ولم تعارض ترؤسه لها. ووقّع على الرسالة الثانية 15 وزيراً ومسؤولاً سابقاً في حكومة نجاد، بينهم وزراء الخارجية والتربية والنفط والعمل والضمان الاجتماعي والنفط والعلوم والاقتصاد والتخطيط. ونفى وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق برويز كاظمي الذي وقّع على الرسالة، أن تكون لها أي أهداف سياسية أو حزبية، مشيراً إلى أنها تنطلق من التجارب التي راكمها أولئك المسؤولين، «وهذا لا يعني السعي إلى تعطيل عمل الحكومة». أما وزير الخارجية السابق منوشهر متقي الذي كان أحد الموقعين على الرسالة الأولى، فأعلن أن وزراء سابقين درسوا الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، بينها التضخم وتذبذب أسعار العملة والطاقة والنظام النقدي والتحويلات الخارجية، قبل صوغ الرسالة التي اقترحت حلولاً لتلك المشاكل. «بعض المشاكل» في غضون ذلك، أقرّ نجاد بأن إيران تواجه «مشاكل» بسبب العقوبات الغربية، لكنه قال في مقابلة تلفزيونية إن الوضع ما زال «يمكن إدارته» من الحكومة التي تعمل «ليلاً ونهاراً للالتفاف على العقوبات، مضيفاً: «الوضع مثل حرب، والعدو بدأ عمله في هذه المجالات، لكن لا شيء يفوق طاقة الشعب الإيراني على التحمّل، والبلاد لم تعانِ أي نقص في الموارد». وأدرج معلومات كثيرة في هذا الشأن، في إطار «حرب نفسية»، لكنه استدرك: «ثمة بعض المشاكل لبيع النفط، وعراقيل لنقل المال (الناتج من صادرات النفط)، ونحاول معالجتها». وشدد نجاد على أن لإيران «علاقات مع الشعب الأميركي وتشعر بالصداقة معه، مثل الشعوب الأخرى، وتعتبره مظلوماً لأن الأحزاب الحاكمة عنده قطعت العلاقات بين شعبي البلدين»، كما أكد أن بلاده «لا تريد الاستفادة من حركة عدم الانحياز، لمصلحة مواقفها، إذ لا تحتاج ذلك». وأعلن الرئيس الإيراني انه ينوي زيارة نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر. إلى ذلك، دعا المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي وسائل الإعلام الإيرانية إلى «تحمّل مسؤولياتها في شكل أكبر وتفهّم الوضع (في إيران) والإحجام عن إعطاء صورة سلبية وعدم المبالغة في إظهار المشاكل» في البلاد بسبب العقوبات. وأضاف: «عليها في المقابل أن تشيع مناخاً من الأمل والسرور، وأن تُظهر أنها تشكّل ورقة رابحة للدفاع عن إيران». وأعرب عن أمله بأن تصدر وزارة الثقافة المسؤولة عن مراقبة وسائل الإعلام، «التعليمات المناسبة لمعالجة ذلك». على صعيد آخر، أطلقت طهران مواطنَين من أذربيجان اعتُقلا في أيار (مايو) الماضي، واتُهما بالتجسس.