قتل 26 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 100 بهجومين انتحاريين استهدفا مدينة بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي القبلي، ومنطقة بنون القريبة من إقليمجنوب وزيرستان القبلي أيضاً، حيث يشن الجيش الباكستاني منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حملة واسعة ضد متشددي حركة «طالبان باكستان». وفجّر انتحاري سيارة مفخخة ب 180 كيلوغراماً من المواد الناسفة، أمام مدخل مقر جهاز الاستخبارات الباكستانية في مدينة بيشاور، ما أدى الى انهيار طبقاته الثلاث وسقوط 20 قتيلاً، علماً ان حراس المقر أطلقوا النار على السيارة بعدما اندفع بها الانتحاري نحوهم، لكنهم عجزوا عن إحباط الهجوم. كما استهدف انتحاري آخر مقراً للشرطة في بنون القريبة، حيث قتل ستة أشخاص على الأقل. يأتي ذلك على رغم تحذيرات أطلقتها وزارة الداخلية وأجهزة الأمن الباكستانية بضرورة التنبه الى أخطار انفلات للعنف الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة، إثر مقتل موظف باكستاني في القنصلية الإيرانية في بيشاور أول من أمس، علماً ان الاعتداءين أمس رفعا الى خمسة عدد الهجمات الانتحارية التي شهدتها المنطقة خلال ستة أيام. وفي إجراء يعتبر سابقة، منعت السلطات محطات التلفزيون المحلية والأجنبية من بث صور مباشرة من موقع الانفجار. وفيما برر مسؤولون الإجراء بحساسية مقر الاستخبارات، أكد آخرون ارتباطه بنهج جديد تتبعه وزارة الإعلام بضغط من الجيش لوقف البث المباشر من أماكن العمليات الانتحارية، من أجل تجنب تأثيراته السلبية على المواطنين، في ظل تردي الأوضاع الأمنية في البلد. في غضون ذلك، اتهم مصطفى أبو اليزيد، قائد عمليات تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، شركة «بلاك ووتر» الأميركية بالمسؤولية عن عدد من التفجيرات في أسواق بيشاور. وقال في شريط بثته مؤسسة «السحاب»، الذراع الإعلامية ل «القاعدة»: «تتبرأ القاعدة وطالبان من كل الأعمال التي تستهدف المدنيين في أسواق يقصدها مسلمون، وتؤكدان أن عملياتهما تستهدف الجيش وأجهزة الاستخبارات وقوى الأمن المتعاونة مع الأميركيين». وأضاف: «هذه الأعمال ترتكبها بلاك ووتر التي أعلِن أخيراً عن وجودها في المدينة بدعم من الحكومة المرتدة في إسلام آباد وتأييدها».