انسحب تنظيم «جيش المجاهدين» من محافظة الأنبار من ناحية الكرمة حيث أبرز معاقله وأخلى المنطقة لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضمن تسوية بعد رفض «جيش المجاهدين» مبايعة «داعش» والامتناع عن تسليم قتلة اثنين من القادة العسكريين للتنظيم في الأنبار. وفي ديالى أعلنت مصادر أمنية كردية أن قوات البيشمركة تقدمت نحو ناحية جلولاء أمس وسيطرت على عدد من الطرق الواقعة بينها وبين ناحية السعدية، مشيرة إلى أن التقدم مستمر نحو مركز المدينة في شكل بطيء خوفاً من اقدام «داعش» على تفخيخ المنازل والطرق فيها. وفي بغداد قتل وأصيب العشرات في عدد من التفجيرات أبرزها تفجير طاول مقراً للاستخبارات في منطقة الكرادة وسط العاصمة، فيما علمت «الحياة» أن مفاوضات كانت تجري، بدعم أميركي، على محورين في أربيل والأردن بين ممثلين عن فصائل مسلحة سنّية بارزة ومعارضين للعملية السياسية وبين مسؤولين حكوميين، جمدت إلى إشعار آخر بسبب «مجزرة ديالى». وأوضح «جيش المجاهدين» في بيان أمس أنه «بعد قيام الدولة الإسلامية بحشد قوات كبيرة من مختلف مناطق الأنبار في ناحية الكرمة وحصارها وابتدائه معركة مع جنودنا المرابطين على ثغورها، وتخييرهم بين البيعة أو القاء السلاح والانسحاب من المنطقة أو قتالهم، توسط شيوخ عشائر وتم التوصل إلى تسوية تضمنت تعهد الدولة الإسلامية بتحمل كامل مسؤوليتها والتبعات التي تنتج من انسحاب جنودنا من الناحية في حال اقتحمها الجيش، فقررنا الإنسحاب من الناحية تغليباً لمصلحة المسلمين». وكشف كامل المحمدي أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» أمس أن «مفاوضات مهمة كانت تجري منذ أسابيع بين ممثلين عن الفصائل المسلحة العراقية وبين مسؤولين حكوميين سنة وشيعة جمدت منذ السبت من جانب الفصائل بسبب مجزرة ديالى» التي قتل فيها نحو 70 سنياً وهم يؤدون صلاة الجمعة. وأوضح المحمدي المقرب من المفاوضات وعضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر عمان الذي عقد الشهر الماضي، أن «المفاوضات كانت تجري على محورين في أربيل وفي عمان، وتتناول كيفية مواجهة «داعش» وترتيب وضع المحافظات السنية». وأشار إلى أن «حادثة ديالى جاءت في توقيت سيئ... وأن جهوداً عربية ودولية وكردية تحاول منذ الساعات الأولى للحادثة تهدئة الأوضاع واقناع الأطراف المتفاوضة بأكمالها، خصوصاً أنها كانت ايجابية جداً بعد حصول المحافظات السنية على تعهدات مهمة أبرزها إبعاد الجيش عن المدن وتشكيل قوة نظامية خاصة في كل محافظة». وبعد ساعات على حادثة ديالى التي قتل فيها العشرات من المصلين في مسجد في المدينة على يد ميليشيات شيعية، دعا فصيل «الجيش الإسلامي» أنصاره إلى الثأر. إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه عند بوابة مقر استخبارات الداخلية الواقعة في تقاطع المسبح في منطقة الكرادة، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية أن «عبوة ناسفة انفجرت أمس بالقرب من محال تجارية في منطقة العامرية غرب بغداد، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة». أضاف أن «عبوة ناسفة أخرى كانت موضوعة داخل حاوية لنقل النفايات انفجرت أمس في منطقة السيدية جنوب غربي بغداد، ما أسفر عن مقتل عامل نظافة وإصابة عاملين وثلاثة مدنين بجروح متفاوتة». وأفاد مصدر في الجيش أن عبوة ناسفة انفجرت بعد ظهر أمس مستهدفة دورية تابعة للجيش العراقي لدى مرورها في قرية عرب جبور بمنطقة الدورة جنوببغداد، ما أسفر عن مقتل آمر الدورية وهو ضابط برتبة نقيب وجندي وإصابة وثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.