واشنطن - أ ف ب - فاز الجمهوري ميت رومني بخمسة انتخابات تمهيدية الثلثاء وطرح نفسه فعلياً مرشحاً عن الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في مواجهة الرئيس باراك اوباما. وأفادت محطات تلفزيون اميركية عدة بأن رومني فاز في ولايات نيويورك وديلاوير وكونيتيكت وبنسلفانيا ورود ايلاند مع نتائج تراوحت بين 56 و67 في المئة من اصوات الناخبين. ويكون رومني بذلك طوى صفحة الانتخابات التمهيدية ليبدأ التركيز على حملة الوصول الى البيت الابيض. وقال رومني مساء الثلثاء امام مؤيديه في نيوهامشر التي كانت اول ولاية يفوز فيها بالانتخابات التمهيدية في كانون الثاني (يناير) الماضي والتي قد تشهد معركة قوية في الانتخابات: «اليوم يشكل بداية حملة جديدة». وأضاف: «اليوم هو بداية النهاية لخيبات الامل من سنوات حكم اوباما وهو بداية فصل جديد يعتبر افضل سنكتبه معاً». وهزم رومني رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش وعضو الكونغرس رون بول، المرشحان الجمهوريان الباقيان في السباق، في الولايات الواقعة شمال شرقي البلاد والتي تعتبر موالية له. ومع هذا الفوز الجديد فرض رومني نفسه مرشحاً للجمهوريين. وقال: «بعد 43 عملية انتخابية ومجالس ناخبين والكثير من الايام والليالي الطويلة، استطيع القول بثقة وبامتنان انكم منحتموني شرفاً كبيراً ومسؤولية رسمية». وأضاف: «معاً سنفوز في السادس من تشرين الثاني» المقبل. وعلى رغم نتيجة انتخابات الثلثاء، لم يتمكن رومني بعد من الحصول على اصوات المندوبين ال1144 اللازمة من اجل اعلانه رسمياً مرشح الحزب الجمهوري خلال مؤتمر الحزب في آب (اغسطس) المقبل. لكن معظم المراقبين يعتبرونه المرشح الذي سينافس اوباما. وحاول رومني طمأنة «آلاف الاميركيين الصالحين الذين التقيتهم ولا يريدون غير الحصول على فرص افضل»، الى انه مستعد لكي يحارب من اجل تحسين الاقتصاد. وقال: «اتوجه اليكم جميعاً برسالة بسيطة: قاوموا لفترة قصيرة بعد، ان اميركا افضل حالاً تنطلق اليوم». وتركز خطاب رومني على الموضوع المشترك الذي حدده الجمهوريون لانتقاد اوباما معتبرين انه فشل في تحقيق وعوده بالتغيير. وقال رومني: «قبل اربع سنوات، اطلق باراك اوباما الكثير من الوعود بالامل والتغيير، لكن بعد الاحتفالات جاء الواقع ليجعلنا نتساءل ماذا تحقق خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من حكم اوباما؟». وأضاف متوجهاً الى الحاضرين: «هل تمكنتم من توفير المبالغ اللازمة للتقاعد؟ هل تكسبون المزيد من الاموال في وظائفكم؟ هل امامكم فرصة افضل للحصول على وظيفة افضل؟ هل تدفعون مبالغ اقل لشراء الوقود؟». وسارع البيت الابيض الذي تعامل منذ اشهر مع رومني على انه منافس اوباما، الى التنديد بهذا الخطاب معتبراً انه يتضمن الكثير من «تحريف الوقائع». وقالت ليز سميث الناطقة باسم حملة اوباما في بيان: «هذه هي الحقيقة: حين تولى الرئيس السلطة كنا نخسر 750 الف وظيفة شهرياً بسبب سياسات بوش الفاشلة، وهي السياسات نفسها التي سيحملها رومني مجدداً في حال انتخابه». وأضافت: «بامكان رومني ان يأمل بأن يغفل الاميركيون واقع ان الرئيس تولى مهامه خلال ازمة اقتصادية عالمية لكن لا يمكنه تجاهل انه تم خلق 4,1 مليون وظيفة في القطاع الخاص خلال الاشهر ال25 الماضية او الاقتطاعات الضريبية التي منحها الرئيس اوباما لكل اميركي عامل». وحصل رومني على اصوات 683 مندوباً مقارنة ب 141 لغينغريتش و84 لرون بول وفق احصاء أعده موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل. وريك سانتوروم نال 267 من اصوات المندوبين لكنه انسحب من السباق قبل اسبوعين. وامتنع سانتوروم حتى الآن عن تقديم دعمه لرومني لكنه اعلن الثلثاء انه يأمل في ان يجتمع معه في الاسابيع المقبلة. ويتعرض غينغريتش لضغوطات من الجمهوريين لكي ينسحب ولم يحقق نتائج بارزة في ولاية ديلاوير الصغيرة حيث خاض حملة. وفيما يرفض غينغريتش الانسحاب، اقر الثلثاء بصعوبة موقفه قائلاً: «في الايام المقبلة سننظر في شكل واقعي للموقع الذي اصبحنا فيه».