بدأ الفلسطينيون الاستعداد لمواجهة سياسية، ربما تدوم سنوات طويلة مقبلة، مع حكومة اليمين الجديدة في إسرائيل بقيادة بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهود باراك. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ل «الحياة» إن الرئيس سيبدأ الاسبوع المقبل جولة دولية تشمل دول «اللجنة الرباعية» لشرح مخاطر سياسة الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي لا تعترف بحل الدولتين وبمسار «أنابوليس» واعلنت مواصلة الاستيطان. وحدد عريقات أولوية القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة بالعمل على تحقيق الوحدة الوطنية، وحض القوى المؤثرة في المجتمع الدولي على إلزام اسرائيل القيام بما يتوجب عليها القيام به بموجب «خريطة الطريق» من وقف الاستيطان وإزالة البؤر الاستيطانية وسحب قواتها من اراضي السلطة الفلسطينية التي احتلتها مطلع الانتفاضة واعادة فتح مؤسسات مدينة القدس. وكان نتانياهو أعلن مطلع الاسبوع برنامج حكومته، متجاهلا حل الدولتين. واطلق وزير خارجيته افيغدور ليبرمان تصريحات متطرفة قال فيها إن الحكومة الجديدة لن تعترف بمسار «انابوليس» للسلام الذي رعته الولاياتالمتحدة. وقال عريقات إن تصريحات ليبرمان تشكل «إغلاقاً للباب في وجه الادارة الاميركية الجديدة»، مضيفا ان «انابوليس مؤتمر دولي رعته الولاياتالمتحدة وشاركت فيه 55 دولة، وإلغاءه يعني اغلاق الباب في وجه إدارة أوباما». وأكد «اننا لن نتفاوض مع حكومة نتانياهو اذا واصلت التوسع الاستيطاني والتنكّر لحل الدولتين». وسيزور عباس روسيا في السادس من الشهر المقبل، كما يزور عددا من الدول الاوروبية. اما زيارته للولايات المتحدة، فستكون مرهونة بدعوة من ادارة اوباما. وقال مسؤول في مكتب عباس ل «الحياة» إن الرئيس بانتظار دعوة للتوجه لزيارة الولاياتالمتحدة رجح ان تكون أواخر الشهر المقبل. واضاف: «الاميركان سيوجهون دعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي لزيارة البيت الابيض مطلع ايار (مايو) المقبل، والمؤكد ان دعوة الرئيس عباس ستأتي بعد ذلك». وفي غزة الواقعة تحت حكم حركة «حماس»، قال احمد يوسف المستشار في وزارة خارجية الحكومة المقالة ل «الحياة» إن اسقاط حكومة نتانياهو لحل الدولتين يستدعي من المجتمع الدولي إسقاط مطالبه بهذا الشأن من الحكومة الفلسطينية. واضاف: «اذا كان من شروط للعالم، فيجب ان تكون على الطرفين وليس فقط على الفلسطينيين». واعرب عن اعتقاده ان المواقف التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية الجديدة ستقلص من الخلافات بين حركتي «فتح» و «حماس»، وتدفع الحركتين للتوصل الى اتفاق مصالحة. وقال: «الآن لدينا في حماس وفتح لغة سياسية مشتركة في مواجهة حكومة نتانياهو، وعلينا ان نتحرك الى امام لمواجهة التحديات التي تحملها هذه الحكومة، وفي مقدمها مواصلة الاستيطان في ارضنا والعدوان على شعبنا». وتطالب «اللجنة الرباعية» اي حكومة فلسطينية الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف واقرار الاتفاقات السابقة مع اسرائيل، الامر الذي تعارضه «حماس»، ما يحول دون التوصل الى اتفاق وطني.