طهران – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – عادت أجواء المواجهة الى الشارع الإيراني أمس، بعدما تحدى أنصار مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، تحذير «الحرس الثوري»، وتجمعوا في مقبرة إحياءً لأربعين قتلى سقطوا خلال الاحتجاجات التي أعقبت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، ثم وسط طهران. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والعصي لتفريق المتظاهرين، كما اعتقلت عدداً منهم خلال مواجهات «عنيفة». جاء ذلك في وقت دان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي «الجرائم» التي ارتُكبت بحق المعتقلين الذين أوقفوا خلال الاحتجاجات، بعدما كان المرشد الأعلى علي خامنئي أمر بإغلاق معتقل «كهريزك» جنوبطهران، معتبراًَ انه «لا يطابق المعايير». ونقل الموقع الإلكتروني لمؤسسة «باران» التي يرأسها خاتمي عنه قوله: «لا يكفي اغلاق مركز اعتقال والقول انه لا يطابق المعايير. ماذا يعني لا يطابق المعايير؟ هل يعني ذلك ان نظام التهوية والمراحيض لا تعمل؟ لا. ارتُكبت جرائم، وهناك اناس فقدوا حياتهم». ويأتي تصريح خاتمي قبل بدء محاكمة 20 معتقلاً غداً السبت. وفي السياق ذاته، اعلن النائب كاظم جلالي ان الإصلاحي البارز سعيد هجاريان، وهو مُقعد واحتُجز بعد فترة قصيرة من الانتخابات، نُقل امس الى «منزل تملكه الدولة مزود بالتجهيزات الطبية المناسبة. يمكن لأقاربه زيارته في المكان الجديد». ونقلت وكالة «رويترز» عن محلل ان «المعتقلين الذي يوضعون في منازل مماثلة، يكونون في الواقع تحت مراقبة امنية مشددة، ولا يعني ذلك الإفراج عنهم». وكانت وزارة الداخلية رفضت منح موسوي والمرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي رخصة رسمية بإجراء «تجمع صامت» في المصلى الكبير وسط طهران الذي يتسع لحوالى مليون شخص، لإحياء ذكرى القتلى. وبعد رفض الوزارة، دعا الاثنان الى زيارة مقبرة «بهشت الزهراء» جنوبطهران، لإحياء أربعين مقتل 10 محتجين بينهم ندا آغا سلطان التي تحولت الى رمز للحركة الإصلاحية، في تظاهرة 20 حزيران (يونيو) الماضي. واستخدمت عناصر بلباس مدني قنابل الغاز المسيل للدموع وضربت بالعصي آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في المقبرة، لتفريقهم. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن متظاهرين هتفوا: «ندا حية، احمدي نجاد ميت»، فيما قال عدد من عناصر الأمن وهم يضربون المتجمعين: «الموت لمن يعادون المرشد». وأفادت قناة «العالم» بأن عدداً من المتظاهرين جُرحوا خلال المواجهات. وأشار شاهد الى «تجمع المئات حول قبر ندا»، لافتاً الى اعتقال ثلاثة منهم. ومنع مئات من عناصر الشرطة موسوي من المشاركة في التجمع، وأرغموه على العودة إلى سيارته ومغادرة المقبرة. وبعد خروج موسوي، بقي أنصاره عند قبر ندا، وهم يهتفون: «الموت للديكتاتور». وبعد الصدام مع الشرطة، واصل آلاف المتظاهرين زيارة قبر سلطان. بعد ذلك، وصل كروبي إلى المقبرة حيث رشق أنصاره الشرطة بالحجارة، ولم يستطع إلقاء كلمة في الحضور. وقال كروبي: «لا افهم معنى ارسال قوات الشرطة وعناصر الأمن لمحاصرة من يريدون التعبير عن حزنهم». وقبل المواجهات، اعتقلت الشرطة مخرجَيْن إيرانيين بارزين لدى محاولتهما وضع ورود على ضريح ندا، هما: جعفر بناهي وزوجته طاهرة سعيدي وابنتهما سولماز، ومخرجة الأفلام الوثائقية مهناز محمدي. وفي وقت لاحق، تجمّع حوالى ألف متظاهر في باحة المصلى الكبير وسط طهران. وأفاد موقع إلكتروني بحصول «اشتباكات عنيفة بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب»، موضحاً ان «عناصر بملابس مدنية وشرطة مكافحة الشغب ضربوا المتظاهرين بالعصي، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع». وقال شاهد ان الشرطة اعتقلت عدداً من انصار موسوي في شارع عباس اباد، مضيفاً انها «حطمت ايضاً نوافذ سيارات كان سائقوها يطلقون الأبواق تأييداً لموسوي». وكان الجنرال عبد الله أراغي قائد «الحرس الثوري» في طهران حذر من تنظيم أي تجمعات. وقال: «نحن لا نمزح. سنواجه الذين يريدون محاربة المؤسسة الدينية». في غضون ذلك، اعتبر قائد فيلق «قمر بني هاشم» في «الحرس الثوري» الجنرال رضا محمد سليماني ان «الحرس الثوري أقوى قوة عسكرية في المنطقة». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عنه قوله ان «الحرس الثوري ظاهرة حية ونابعة من صلب الثورة الإسلامية، وتتصدى للتهديدات العنيفة وشبه العنيفة والناعمة، ضد الجمهورية الإسلامية». وأضاف ان «لقوات الحرس الثوري ومن اجل التصدي لأيّ من هذه التهديدات، آليات معينة ومستعدة لمواجهة أي تهديد ضد الثورة».