أكد عضو مجلس إدارة جمعية التوعية بأضرار القات في منطقة جازان الدكتور طاهر عريشي، أن 37 في المئة من طلاب المدارس يتعاطون القات، واصفاً النسبة ب«الخطيرة». وأوضح في تصريحات سابقة إلى «الحياة» أن القات وراء زيادة نسبة الفقر بين الأسر، والاعتماد على الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي، والتفكك الأسري والفشل الدراسي والجرائم، مشدداً على أن القات كان وراء دخول 75 في المئة من السجناء إلى السجون. ونفى عريشي ما يُشاع بين المواطنين من معلومات غير صحيحة عن القات وآثاره، كاعتباره دواءً للسكر، أو مقوياً جنسياً وعلاجاً للكآبة والحزن ومدخلاً للفرح والسرور على النفس، لافتاً إلى وجود أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أعوام يتعاطون القات، ما يؤثر بشكل كبير في مستقبلهم. وألمح العريشي إلى جهود إدارة المنطقة في مكافحة القات: «إنها واضحة وتتمثل في القبض على المهربين وإتلاف زراعة القات، وبخاصة في القرى والهجر التابعة للمنطقة، إلا أن عملية التوعية بأضرار القات ما زالت ضعيفة، وتحتاج إلى تفعيل لتغطية سكان المنطقة». وصدر أمر ملكي عام 1971 بمنع زراعة القات وبيعه واستعماله، ومعاقبة من يخالف ذلك بالسجن والجلد، كما صدر أمر إلحاقي ينص على تطبيق عقوبات المخدرات على قضايا القات، التي تتراوح بين السجن سنتين و 15 عاماً، مع غرامة مالية تتراوح بين 10 و 20 ألفاً، إضافة إلى الغرامات الجمركية. وأوضح أن نبتة القات من فصيلة المنشطات الطبيعية، ويعد من أقدم النباتات المخدرة في العالم، وإن كان أقل شهرة من غيره، ويقتصر استعماله على مناطق معينة من بلاد العالم الثالث. من جانبه، أوضح رئيس المحكمة الجزئية في جازان رئيس جمعية مكافحة القات الشيخ علي العامري ل«الحياة» في وقت سابق، أن المتعاطين ليسوا فقط محصورين بالمنطقة، بل في مختلف مناطق المملكة، مشيراً إلى أن وجود جازان بجوار دول لا تحرّم أو تجرّم نبتة القات جعلها ممراً لنقله وتهريبه إلى مختلف المناطق. وكانت جمعية مكافحة القات أعدت دراسة ميدانية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، توصلت إلى أن 37 في المئة من طلاب منطقة جازان يتعاطون القات، ووصلوا إلى مراحل متقدمة في الإدمان، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى الفشل الدراسي والبطالة. وتعج المستشفيات بالمتعاطين لإصابتهم بعدد من الأمراض الجسدية والنفسية التي يخلّفها القات، إذ يحتوي على الكافيين الذي يعمل على تنشيط وتخدير الجهاز العصبي، ويشبه تأثيره الايفيتامينات التي تتمثل في سرعة ضربات القلب وخفقانه وزيادة ضغط الدم، وازدياد سرعة التنفس، وارتفاع درجة الحرارة والعرق، واتساع حدقة العين، والحركة اللاإرادية للشفاه، والتهاب الفم والمعدة، والإمساك، وتليف الكبد، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على العمل، وفقدان الرغبة الجنسية، وحدوث السيلان المنوي. يذكر أن مضغ القات انتشر بصورة كبيرة في الأعوام الأخيرة بين فئة الشباب من الجنسين في المدارس والكليات الجامعية بين سن 11 و17 عاماً، بحسب دراسة قدمها الاختصاصي الاجتماعي في «صحة جازان» الدكتور رشاد السنوي.