حمّل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري طرفي النزاع في سورية وبعض الجهات الإقليمية الداعية للتدخل العسكري في هذا البلد مسؤولية فشل مساعي حل الأزمة السورية، وقال إن الأمر يحتاج إلى "جهد خارق" لبدء عملية حوار سياسي لإيجاد مخرج للأزمة. وقال زيباري في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية على هامش مشاركته في الاجتماعات التحضيرية لقمة حركة عدم الانحياز في طهران، إن الأزمة السورية لم تعد أزمة سورية بحت أو عربية أو إقليمية، بل أصبحت أزمة دولية، مشيراً إلى وجود خلافات على مستوى مجلس الأمن ودول المنطقة بشأن الأزمة في سورية. وأوضح أن الجهود الدولية والإقليمة التي بذلت إلى هذه اللحظة لم تؤد إلى إيجاد حل للازمة السورية، محملاً طرفي النزاع ودعوات بعض الجهات الإقليمية للتدخل العسكري في هذا البلد مسؤولية فشل مساعي إيجاد مخرج للازمة . وأضاف أن الموقف العراقي بشأن الأزمة السورية متميز عن باقي المواقف الدولية، حيث أنه لم يتماش مع إملاءات ورغبات الآخرين، مشيراً إلى أن العراق يتخوف من تأثير تدهور الأوضاع في سورية عليه وعلى باقي دول المنطقة. وأكد أن الأمن والاستقرار في سورية يقوي الأمن والاستقرار في باقي دول المنطقة. وأشار زيباري إلى أن بغداد متواصلة مع طرفي النزاع في سورية لإيجاد حل توافقي للأزمة في هذا البلد، مضيفاً أن الحكومة العراقية لم تقطع علاقاتها السياسية والديبلوماسية مع الحكومة السورية ولم تمض في اتجاه قطع العلاقات وفرض الحصار كما عملت بعض الجهات الإقليمية، وذلك رغم الضغوط الدولية والإقليمية الكبيرة التي مورست على العراق لمقاطعة الحكومة السورية. واعتبر أن الأمور في سورية وصلت إلى مستويات تحتاج إلى "جهد خارق" لبدء عملية حوار سياسي لإيجاد مخرج من الأزمة في هذا البلد. وأشار زيباري إلى سعي بعض الجهات العربية لتهميش الدور العراقي لإيجاد حل للازمة السورية، مؤكداً أن العراق حذٌر منذ بداية الأزمة جميع الجهات العربية والدول الكبرى كالولايات المتحدة وغيرها في الإتحاد الأوروبي من سعيها لإسقاط وتغيير النظام في سورية. كما أكد أن الوضع في سورية هو مختلف تماماً عن الوضع في ليبيا ولا يمكن تطبيق النموذج الليبي أو اليمني أو المصري فيها. وحول المبادرة التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي في القمة الإسلامية في مكةالمكرمة لحل الأزمة في سورية، وإيجاد مجموعة اتصال تضم إيران والسعودية وتركيا ومصر، أعلن زيباري أن الحكومة العراقية لديها بعض الملاحظات على هذه المبادرة، معتبراً أن الأزمة السورية لا يمكن حلها عبر تشكيل لجان اتصال، لكن هناك دولاً معنية بهذا الموضوع لا يمكن تجاهل دورها في حل الأزمة السورية. كما انتقد زيباري التصريح الأخير للرئيس المصري حول دعوته لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه لا يمكن لأي شخص أن يصدر أحكاماً مسبقة في القضية السورية، مشدداً على ضرورة وجود أرضية مناسبة لتهيئة أي مبادرة تسعى إلى إيجاد مخرج للأزمة في سورية.