لم يخسر المنتخب السعودي برباعية من أمام نظيره الأسترالي ولم يخرج من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بخفي حنين، فالحقيقة التي لا تعرفها عزيزي القارئ أننا كإعلاميين قررنا في اجتماع سري تعديل مباراة السعودية بال«فوتوشوب» –حتى لو لم يكن لهذا البرنامج علاقة بتعديل المقاطع المصورة - وإظهار المنتخب خاسراً، على رغم أنه فاز، ومن المنتظر مشاركته في المرحلة الثانية من التصفيات، كذلك اتفقنا على أن تقوم البرامج الرياضية كافة بإظهاره خاسراً، وتجيير التأهل لصالح المنتخب العماني الذي فشل في التأهل حقيقة. هذا ما حدث، واليوم قررت أنا البوح بالحقيقية، وفي ظل كل ما يثار عن الفساد الذي يغطي أركان الإعلام الرياضي لن يكون مستغرباً أن يتم اغتيالي بعد فضح هذا السر الخطير. نعم الإعلام الرياضي كان وراء كل الكوارث الرياضية المحلية، الإعلام الرياضي كان السبب وراء لعب المنتخب بمدافعين فقط في وجه هجوم أسترالي مرعب، والصحافة طالبت كامل الموسى بأن يضرب الكرة بقدم المهاجم الأسترالي ليسجل الهدف الرابع، والقنوات الفضائية أسهمت في عجز لاعبي خط المنتصف عن صناعة الكرات للمهاجمين، والإعلام هو من تولى مسؤولية تدريب المنتخب الأولمبي، وقاده للإنجاز العظيم، والوصول إلى أولمبياد لندن. أما المطالبات غير المنطقية، التي ترى بأن الرياضة في السعودية تعاني من قصور على الأصعدة كافة، فهي خاطئة طبعاً، الإعلام الرياضي وحده يتحمل مسؤولية غياب الخصخصة حتى اليوم، وهو أيضا من اختار مدرباً لم يثبت نجاحه مع أي منتخب مغمور، وفشل في تجربته الأخيرة، قبل أن يصل إلى المملكة كبطل قادر على تغيير كل شيء، الإعلام هو من طالب برفع أسعار اللاعبين، وهو من يدير الأندية المحلية، والإعلاميون أيضاً هم من يصدرون قرارات لجنة الانضباط المضحكة. عدا ذلك فالأمور على ما يرام، لاعبونا على أعلى المستويات وخططنا ما زالت تقدم النتائج المرجوة، ومعسكراتنا المميزة أدت أغراضها، ولقاءاتنا الودية المميزة أمام رديف المنتخب النيوزيلندي طورت أداء اللاعبين، ولا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة الاهتمام بالمراحل السنية، بدليل المبالغ التي يتقاضاها اللاعبون في تلك الفئات، والأسماء التدريبية المميزة التي تشرف على إعدادهم، اضافة إلى البطولات العالمية التي يشاركون فيها، ومن المستحيل أن ننسى قيمة لاعبينا المحترفين في أقوى البطولات العالمية مثل الدوري البرتغالي والإماراتي وأخيراً «البوسني» في تسليح المنتخب بما يحتاج من خبرة. ببساطة «أمورنا زينة»، ومنتخباتنا على خير ما يرام، ولاعبونا «الكل يتمناهم»، مشكلتنا الوحيدة هي الإعلاميون فقط، والحل في هذه المشكلة في رأيي على أقل تقدير هو تطوير الإعلام الرياضي، تماماً كما تم تطوير الرياضة، وبالخطط ذاتها لينهض الإعلام كما نهضت المنتخبات، ويصبح قادراً على مواكبة هذه النجاحات العظيمة. [email protected]