«أحس يوم السبت متفشل، وما يبي يزعل أحد»... هكذا كتب أحد المغردين في «تويتر» عن يوم السبت، الذي يعد أثقل الأيام على «أصحاب الدوامات»، لا سيما وهو يطل بعد إجازة صيفية طويلة تلتها إجازة رمضان، وإجازة عيد، ليتوصل المغردون بذلك إلى العبور إلى ضفة أخرى غير التحدث عن نفسيات الموظفين والطلاب، بل عن نفسية اليوم الذي سيكون الأول في «الدوام». ومن أجل اختراع الأساليب والعبارات ولتخفيف وقع الإجازة، يفكر كثيرون بهذه الطريقة الغريبة التي لا يفكر بها أحد في أية جهة أخرى من العالم: إذا كانت فترة العمل كلها 18 أسبوعاً، أي أربعة أشهر ونصف الشهر، فحين نضربها في 7 أيام، فالنتيجة 134 يوماً، ثم احذف منها يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، فتكون 36 يوماً، أي أن لديك إجازة شهر وستة أيام، لا تشعر بها، وإذا كنت ذكياً، فسيموت أحد أقاربك من دون شك، فتحصل على إجازة 3 أيام، فتصبح إجازتك 39 يوماً، والأسبوع الأول أسبوع معايدة يمكنك التغيب فيه، والأسبوع الأخير أسبوع موادعة، فيمكنك التغيب فيه، فيكون لديك 49 يوماً، زد عليها 12 يوماً في إجازة الحج فتصبح 62 يوماً، أي أنها شهران ويومان بالتمام والكمال، وإذا كنت فطناً فستضيف إليها أسبوعاً قبل الحج للوداع، وأسبوعاً بعد الحج للمعايدة أيضاً، وبهذا يكون لديك من الأشهر الأربعة ونصف الشهر شهران ونصف الشهر إجازة، فيبقى لديك شهر ونصف الشهر فقط، وهذا الشهر ونصف الشهر تستطيع إن كنت «شاطراً» أن تقضي على أسبوع كامل منه في شؤون أخرى مثل: موعد مع طبيب، تعطل سيارة، حضور زواج، معاملة حكومية، استقبال ضيف، إصلاح أعطال بالمنزل. كما أنك تستطيع أن تقضي على أسبوع دواماً آخر تبعاً لأي طارئ عام، مثل مواسم تغير الجوّ، فتصاب بالزكام ثلاثة أيام، أو هبوب عاصفة رمليّة، فيمكنك التغيب بسبب سوء الأحوال الجوية، أو هطول أمطار قويّة، فتحصل على إجازة مجانيّة، أو استقبال البلاد لمؤتمر عالمي أو عربي أو إسلامي في المدينة التي تقطنها، ولا تنسَ إجازة اليوم الوطني! وبهذا يكون دوامك الحقيقي الذي يطلب منك الصبر والثبات عليه هو شهر واحد فقط، من أربعة أشهر ونصف الشهر تقريباً.