«بدأ المريخ في استقبال زائريه من المستكشفين منذ عام 1976». بهذه الكلمات، استهّل الدكتور فاروق الباز، مدير «مركز الاستشعار عن بُعد» في جامعة بوسطن، محاضرة ألقاها أخيراً في الجامعة الأميركية في القاهرة. وذكّر بأن «فايكنغ» كانت أول سفينة فضاء أميركية أرسلت إلى سطح المريخ لاستكشاف فرص لسكنى البشر على أرض هذا الكوكب. وأشار الباز إلى المسبار «كيريوستي» الذي أطلق أخيراً إلى كوكب المريخ للبحث عن مكوّنات كيماوية كالنيتروجين والفوسفور، معتبراً هذه المهمة مرحلة جديدة في مسار استكشاف الكوكب الأحمر، قبل هبوط الإنسان على أرضه. سؤال الحياة هل وُجِدَت أشكال حيّة على سطح المريخ، في زمن ما من تاريخ ذلك الكوكب؟ تحاول «كيريوستي» الإجابة عن هذا السؤال، بحسب ما بيّن الباز، الذي أشار إلى وجود مياه سائلة على سطح الكوكب الأحمر تحولّت ثلوجاً في طبقاته الجيولوجية. وبيّن أن المسبار الأميركي في رحلته التي تستغرق عامين، يحاول التعرّف إلى إمكان أن تكون بعض من الأشكال الحيّة عاشت في ذلك الكوكب، خلال الحِقَب الماضية. واستعرض الباز إمكان استغلال العناصر والثروات المعدنية الموجودة على سطح بعض الكواكب السيّارة في نظامنا الشمسي، كالحديد والنيكل، من المستطاع الاستفادة عند استخراجها، بل ربما إنشاء مشروعات استثمارية ضخمة في تلك الكواكب مستقبلاً! ورداً على طرح أحد الشباب فكرة إنشاء وكالة فضاء عربية، أعرب الباز عن اعتقاده بأن الوقت لم يحن بعد لأن تنشئ الدول العربية وكالة فضاء، مطالباً بإرجاء التفكير في ذلك، لوجود قضايا «أكثر أهمية» في قائمة اهتمامات الساسة العرب. وأشار إلى أهمية أن تولي البلدان العربية اهتماماً بدراسات الفضاء في المستقبل القريب، خصوصاً تلك التي تتعلّق بكوكب المريخ. وتحدث الباز عن اكتشاف كوكب جديد أطلِق عليه اسم «إكس»، يُحلّق ضمن مجموعة نجمية مغايرة لنظامنا الشمسي، وتحاول الدراسات العلمية تحديد خصائصه. وأعلن عن موافقة «الهيئة العالمية لعلوم الفضاء» على طلب تقدم به لإطلاق اسم «القاهرة» على أحد الأودية الكبيرة في كوكب المريخ. وقال: «بعد أن نجح جوهر الصقلي في دخول مصر تمهيداً لتأسيس حكم الفاطميين لها، استشار العلماء في اختيار اسم لعاصمة هذا الحكم. واجتمعوا، ونظروا إلى السماء. وقالوا إن كوكب «القاهر» (وفقاً للتسمية التي كانت شائعة آنذاك) في صعود. واقترحوا أن يطلق اسم «القاهرة» على العاصمة. وقَبِلَ جوهر الصقلي بهذا الرأي».