العدل سِمة سماوية، لا علاقة لها بدين أو مِلَّة. على رغم تعدُّد ألوان قوس قزح، واختلاف فصول السَنَة، إلا أن ما زال هناك مَن يرى الحياة بلون واحد وهو الأسود المُدلَهِم، ويعيشها في فصل واحد وهو الصيف الحارق! هذا هو الإقصاء بعينه. الجهل في مجتمعاتنا نعمة كبيرة، والعقل ابتلاء عظيم، فالجُهلاء يُحسَدون، والعقَلاء يُرحَمون. خُرافة الولاء والانتماء إن انطَلَت على عقول البُسطاء فلا غرابة في ذلك، لكن أن تَنطلي على أشخاص يضعون قبل أسمائهم حروفاً مثل: د.، م.، أ.، فهذه والله المُعضلة! الإقصائيون يحتاجون لأن يعيشون في كوكب مُستَقل، لأنهم لا يتقبّلون وجود الآخر، فهم يعيشون باستبداد منقطع النظير. سياسة الإقصاء والتحجيم وإلغاء الآخر هي سياسة الغاب، ولا تقبَل التطبيق بين البشر، فمن يجد في نفسه أسداً أو نمراً فعليه أن يشدَّ رحاله إلى حيث يناسبه. هناك مَن يمدَّ يده إلى الشجرة كي يقطف لك الثمرة، غير مُبالٍ بما قد يعيقه من أشواك وأغصان. هذه هي التضحية. وهناك مَن يتمنَّى أن يضرب عنق الشجرة بفأسه إذا رآك قريباً منها حتى تسقط عليك ويسومك من كأس الهلاك. هذه هي الكراهية. الأُمنية الجميلة دائماً ما يغتالها خنجر الواقع القبيح.