كشف أحدث استطلاع للرأي أن غالبية الأكراد يعتقدون بأن رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني لن يتمكن من توحيد إدارتي اربيل والسليمانية. وعين نيجيرفان بارزاني الذي يتولى منصب نائب رئيس «الحزب الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني مطلع نيسان (إبريل) الماضي رئيساً لحكومة إقليم كردستان، خلفاً لنائب الأمين العام ل «الاتحاد الوطني» الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني برهم صالح، تطبيقاً لاتفاق بين الطرفين يتم بموجبه التناوب على المنصب كل سنتين. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه مركز «خور هلات» (الشرق) للبحوث والاستطلاع بالتعاون مع منظمة «تنمية الديموقراطية وحقوق الانسان» في محافظة السليمانية بمشاركة 1950 شخصاً، أن «51 في المئة من المشاركين في الاستطلاع يرون أن نيجيرفان بارزاني غير قادر على توحيد إدارتي الإقليم، فيما أكد 81 في المئة أن إجراء انتخابات جديدة كان ضرورياً قبل تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة»، وأشار إلى أن «86 في المئة يؤيدون تحديد ولاية رئيس الحكومة بأربع سنوات. في المقابل رأى 36 في المئة أن اخفاقات الحكومة تعود إلى فرض سلطة الحزب، و22 في المئة عزوا تلك الاخفاقات إلى غياب التعاون بين الأحزاب. وأظهر الإستطلاع ان «40 في المئة يرون أن رئيس الحكومة غير قادر على الحد من الفساد». وكان الحزبان الرئيسيان أعلنا البدء في توحيد الوزارات في الادارتين اللتين تشكلتا إثر حرب أهلية خاضها الطرفان في أيار (مايو) 1994 واستمرت اربع سنوات، قبل أن يتفقا على إنهاء الصراع. وعن دور المعارضة فقال «49 في المئة أنها تركت أثراً، في حين اعتبر 24 في المئة دورها معرقلاً، وأشار 49 في المئة إلى أن نيجيرفان بارزاني غير قادر على إقناع المعارضة، ورأى 21 في المئة عكس ذلك، وعن الأوضاع السياسية في الإقليم قال 21 في المئة أنها جيدة، فيما أشار 45 في المئة إلى أنها سيئة. وعن تقويمه الاستطلاع، قال المحلل السياسي جمال بيره ل «الحياة» إن «هناك استياء من عدم توحيد الادارتين، على رغم اتفاق الحزبين منذ ست سنوات، ولكن لا يمكننا الاعتماد على استطلاع أجري في مدينة واحدة في السليمانية التي شهدت تظاهرات أوسع من باقي المناطق في الآونة الأخيرة»، واعتقد أن «ما يثيره الاستطلاع في حجم تلك الانتقادات يعود إلى عدم كفاءة وضعف دور منظمات المجتمع المدني، وعدم استجابة الحكومة المطالب والانتقادات المطروحة بذريعة أنها من الأجندة السياسية لقوى المعارضة».