يختلف أهالي النجف في أسلوب إحياء عيد الفطر، أولاً بتحديد يوم العيد وفق المراجع، وتنشطر بعض العائلات الى نصفين منهم من يبقى صائماً تبعاً للمرجع، وآخرون يفطرون تبعاً لمرجع ديني آخر. ويختلف أهالي النجف في من يؤم صلاة العيد، فتدخل الأمور السياسية في هذا الشأن بقوة وتأخذ حيزاً كبيراً، فيتجمع أنصار مقتدى الصدر في مسجد الكوفة ويتوزع أنصار «المجلس الإسلامي الأعلى» وباقي التيارات في مساجد أخرى. وكان الوقف السني في العراق أعلن اليوم الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك، وينتظر شيعة العراق فتوى شرعية من المرجعية حول يوم العيد المتوقع أن يكون السبت تبعاً لاختلاف الطرفين في بدء صوم رمضان. ويستقبل العراقيون في العادة أول أيام عيد الفطر بزيارة قبور موتاهم، ويعد هذا جزءاً من الإرث الثقافي، وتقترن زيارة القبور بتلاوة القرآن وإشعال الشموع والبخور ورش ماء الورد. ويقول رجل الدين مهند الأنصاري ل «الحياة» إن «هناك روايات متواترة وردت تحض المؤمنين الى زيارة قبور موتاهم في أيام العيد لأن روح الميت تكون بالانتظار وتحن لرؤية ذويها. لذا فغالبية العراقيين ينطلقون منذ ساعات الصباح الأولى أيام العيد الى المقابر». وتستقبل مقبرة «وادي السلام» التاريخية آلاف الزائرين الذين يتجولون بين المقابر فمنهم من يرش الماء وآخر يوزع الأطعمة وسط بكاء النساء في حين تنشغل الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية للجميع إذ تلجأ الجهات الأمنية لتطويق المقبرة بالكامل بقوات الشرطة والجيش. وعند حلول الظهيرة ينتقل الأهالي لأداء مراسم زيارة الأضرحة المقدسة المنتشرة في النجف، يبدأون بزيارة مرقد الإمام علي وسط المدينة ثم إلقاء التحية وتهنئة المراجع الشيعة الذين يقيمون الى جوار المرقد. ويختلف الأهالي أيضاً في قضاء أيام العيد التالية، فمنهم من يقضيه بزيارة الأهل والأقارب وآخرون الى المتنزهات على ضفاف كورنيش الكوفة. وانتشرت في النجف في الآونة الأخيرة متنزهات عدة ومدن الألعاب والمطاعم التي تجمع العائلات والمنتشرة على ضفاف نهر الكوفة. وأكد صاحب أكبر مطعم في كورنيش الكوفة «مطعم أبو حمودي» أن «جميع طاولات المطعم محجوزة لليوم الأول من العيد»، وقال: «الناس بدأ تفكيرهم يتغير حيث ان اغلب الناس في النجف وزائري المدينة صاروا يرتادون الأماكن السياحية ويسهرون الليل على ضفاف النهر في كازينوات الكوفة». وأشار الى أن «الوضع الأمني المستتب شجع الناس والمستثمرين أن يحيوا السياحة التي كانت شبه ميته ومنسية». وجاءت مها علي (29 سنة) المقيمة في الإمارات الى العراق قبل ثلاثة أيام لقضاء العيد مع الأهل وقالت ل «الحياة»، «مهما تكن في البلدان الأخرى من وسائل راحة وترفيه لكن لا تعوض عن لمة العيد بين الأهل، وأنا لم أزر العراق منذ سنتين لكني صممت هذه المرة أن ازوره في العيد».