في تطور لافت يؤشر إلى الضيق الأميركي من قضية الاستيطان، عمدت وزارة الخارجية الأميركية، وللمرة الأولى، إلى وصف اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين ب «الإرهاب»، وفوق ذلك ضمّنت ذلك في تقريرها السنوي عن «الإرهاب». ويعيش الفلسطينيون منذ زمن على وقع حرب يشنها المستوطنون ضدهم وتدور رحاها في أراضيهم وبيوتهم ومساجدهم. وإذا كان عنف المستوطنين غير جديد، إلا أنه بلغ ذروة غير مسبوقة بعدما أخذوا يستخدمون السلاح بقصد القتل وإلحاق الأذى الجسيم، وكل ذلك تحت سمع جيش الاحتلال وبصره، وبحماية كاملة منه إن لم يكن تواطؤاً. فخلال الأيام الأربعة الماضية، سُجل اعتداءان عنيفان، أحدهما استهدف سيارة أجرة فلسطينية بقنبلة حارقة قرب تجمع مستوطنات «غوش عتصيون» جنوب بيت لحم الخميس الماضي، وأدى إلى إصابة 6 فلسطينيين بحروق، بينهم طفلان. أما الاعتداء الآخر، فوقع في القدسالغربية حيث نفذ عشرات الشبان اليهود هجوماً عنيفاً ضد ثلاثة شبان مقدسيين، ما أدى إلى إصابة أحدهم إصابات بالغة. يضاف إلى ذلك ما رصدته عدسة متطوع في منظمة «بيتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، من اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحافيين فلسطينيين خلال تغطيتهم مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية في قلقيلية الجمعة الماضي. ورغم اعتقال أربعة إسرائيليين (شاب وقاصران وفتاة) يشتبه في ضلوعهم في الاعتداء على المواطن المقدسي وبدء التحقيق معهم، إلا أن الفلسطينيين لا يعوّلون كثيراً على نتائج هذه التحقيقات لأنه عادة ما يتم إغلاق التحقيق من دون إدانات وتتم تبرئة المشتبه بهم، أو في أحسن الأحوال يتم إعطاؤهم أحكاماً مخففة جداً. على هذه الخلفية، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» بأن وزارة الخارجية الأميركية أدرجت للمرة الأولى اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين ضمن تقريرها عن الإرهاب لعام 2011، مضيفاً أنها المرة الأولى التي يصف فيها تقرير رسمي أميركي اعتداءات المستوطنين بالإرهاب. وأوضح أن التقرير أفرد فصلاً عن الضفة وغزة وإسرائيل عما يسمى بعمليات «جباية الثمن» التي ينفذها مستوطنون ضد فلسطينيين، واصفاً إياها ب «الأعمال الإرهابية». ووصف نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون أمس هجوميْ بيت لحم والقدس ب «جرائم الكراهية» و«أعمال إرهابية». ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عنه تأكيده أن هذه الهجمات «مشينة وغير مقبولة»، مضيفاً: «من واجب المسؤولين استخدام الأدوات المتاحة لخوض حرب شاملة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال الشنيعة».