أظهرت بيانات من شركة أبحاث أن قطر كانت أكبر مشتر سيادي للعقارات الأوروبية السنة الماضية، إذ أنفقت 3.5 بليون يورو (4.3 بليون دولار) على ثماني صفقات من بينها القرية الأولمبية في لندن ومركز تسوق في شارع «شانزلزيه» في باريس. وبالنسبة لقطر، أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، يساوي هذا الإنفاق إيرادات ستة أسابيع فقط من صادراته، وفقاً لحسابات وكالة «رويترز». وترى صناديق الثروة السيادية أن العقارات الممتازة في أفضل المواقع رهان آمن في ظل الأزمة المالية العالمية. وقال مدير تحليلات السوق في شركة «ريال كابيتال أناليتيكس» جوزيف كيلي: «بالنسبة لصناديق الثروة السيادية مثل جهاز قطر للاستثمار، يكون الهدف من الصفقات العقارية المحافظة على الثروة وليس العائد، ولديهم أموال كثيرة لينفقوها... ولذلك تكون الصفقات كبيرة عادة وفي مدن يعرفونها جيداً». وأظهرت بيانات «ريال كابيتال أناليتيكس» أن قطر جاءت في المرتبة الثانية بين المستثمرين العقاريين في أوروبا، بعد شركة «بلاكستون»، عملاق الاستثمار المباشر، التي أنفقت أربعة بلايين يورو على 19 صفقة من بينها مبان إدارية ووحدات صناعية. ولفتت الشركة إلى أن جهاز قطر للاستثمار، أنشط صندوق سيادي شرق أوسطي في السنوات الأخيرة، أنفق 5.7 بليون يورو على العقارات منذ عام 2007، كان نحو 80 في المئة منها في لندن وباريس، كما موّلت قطر بناء «برج شارد»، أطول ناطحة سحاب في الاتحاد الأوروبي، والتي افتُتحت في لندن الشهر الماضي. وتمتلك قطر أيضاً متجر «هارودز» و27 في المئة من شركة «سونغبرد استيتس» التي تملك معظم الحي المالي «كناري وورف» في لندن، إضافة إلى حصص في «بورشه» الألمانية لصناعة السيارات الرياضية و «بنك باركليز» و «إل في أم أتش» للسلع الفاخرة. وخططت أيضاً لإنفاق أكثر من 30 بليون دولار على الاستثمارات هذه السنة فقط. وأشار عضو مجلس الإدارة التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار حسين العبد الله في نيسان (أبريل) الماضي، إلى أن إستراتيجية الإنفاق تقوم على اغتنام الفرص. وأضاف: ليس لدينا توزيع بحسب القنوات الاستثمارية أو جغرافياً، إذ لم يعد لذلك معنى بعد الأزمة المالية»، مؤكداً أن الجهاز يمتلك أصولاً تتجاوز قيمتها 100 بليون دولار.