دعت كييف المجتمع الدولي إلى إدانة «تصرفات روسيا العدوانية» واتهمت موسكو بانتهاك القانون الدولي، وتنفيذ «غزو مباشر» لأراضي أوكرانيا عبر إدخال شاحنات مساعدات بلا اتفاق مع السلطات المختصة والصليب الأحمر الدولي. ودعا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ ليل امس، فيما لا يُعلم إذا كان التطور سيؤدي إلى إلغاء لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو في مينسك الثلثاء المقبل. (للمزيد) وصرح رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسنيوك بأن «سلوك موسكو يشير إلى أنها لن تقبل باتخاذ كييف خطوات نحو الاندماج مع أوروبا، فالهدف ليس دونيتسك أو لوغانسك، بل أوكرانيا». لكنه استدرك: «لن يوقفنا شيء. لقد اتخذنا هذا القرار. نحن جزء من أوروبا، وسنمضي إليها قدماً». وحسمت موسكو أمس سجالات استمرت أكثر من أسبوع باتخاذ قرار عبور نحو 100 من 280 شاحنة الحدود، والتوجه إلى مدينة لوغانسك بحماية مسلحين انفصاليين موالين لها. وأفاد الكرملين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابلغ في اتصال هاتفي المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي تزور كييف اليوم، أنه «لم يكن في الإمكان قبول أي تأخير جديد في عبور القافلة الإنسانية الروسية إلى شرق أوكرانيا بعد توقفها أسبوعاً على الحدود. كما أبدى قلقه الشديد من تزايد استخدام السلطات الأوكرانية شرق البلاد». وفي بروكسيل، ندد الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، بإرسال روسيا «ما تزعم أنها قافلة إنسانية إلى أوكرانيا، في انتهاك فاضح لالتزاماتها الدولية»، وقال: «لن يؤدي ذلك إلا إلى تعميق الأزمة التي فجرتها روسيا في المنطقة، ولا تزال تواصل إشعالها». وأشار إلى أن الحلف لاحظ حشداً لقوات برية وجوية روسية «يدعو للانزعاج» قرب حدود أوكرانيا، «إذ رأينا نقل كميات كبيرة من الأسلحة المتقدمة، بينها دبابات وحاملات جند مصفحة ومدفعية للانفصاليين». وأعلنت الخارجية الروسية أن قرار تحريك شاحنات المساعدات اتخذ بسبب «مماطلة أوكرانيا في منح إذن العبور، واستنفادها كل أعذار التأخير»، فيما ناشدت الخارجية الأوكرانية «كل الشركاء الدوليين اتخاذ موقف موحّد، وإدانة تصرفات روسيا العدوانية وغير الشرعية»، مؤكدة أنها لن تعرقل تحرك القافلة «لتفادي مزيد من الاستفزازات» . وكانت القافلة التي تضم 280 شاحنة وصلت إلى الحدود نهاية الأسبوع الماضي. وأسفرت مفاوضات مكثفة بين الجانبين الروسي والأوكراني برعاية أوروبية عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتفتيش حرس الحدود الأوكراني وإدارة الجمارك الشاحنات والسماح بدخولها على دفعات بمرافقة ممثلي الصليب الأحمر.