يستعدّ موقع «حوش دوت كوم» الإلكتروني لإخراج فنّاني غزة من الحصار والعزلة المفروضة عليهم قسراً، في احتفالية «هذه أيضاً غزة»، بالشراكة مع «معمل 612 للأفكار» ومهرجان «كرامة لأفلام حقوق الإنسان» الأردني، ما بين 30 أيلول (سبتمبر) و5 تشرين الأول (أكتوبر) في عمّان. وسعى غاليري حوش الإلكتروني المتخصص في عرض وتسويق أعمال الفنانين والمصممين من العالم العربي، من خلال شركائه، إلى تقديم أعمال الفنانين الغزاويين للجمهور للاطلاع على الفنون البصرية التي تُنتج في ظروف إنسانية صعبة نتيجة الحصار. ويقول إيهاب الشنطي المدير التنفيذي وأحد مؤسسي «الحوش»، إن احتفالية «هذه أيضاً غزة» تسعى إلى تقديم مزيج خصب يمثل حركة الفنون البصرية وإبداعاتها المتنوعة في قطاع غزة، عبر عرض أعمال مختلفة في السينما، والرسم، والتصوير الفوتوغرافي، وفن الفيديو، والملصقات، والموسيقى. ويضيف: «هي بذلك تفتح باب النقاشات المتخصصة على مدى ستة أيام من العروض والبرامج المتنوعة التي يستضيفها كل من غاليري «راس العين» في عمان ومجمع الأشرفية الثقافي الاجتماعي بالشراكة مع أمانة عمّان الكبرى». ويرى الشنطي أن الاحتفالية تهدف إلى الاحتفاء بغزة، التي احتكرتها عدسات كاميرا الحرب والاحتلال والاقتتال والمعاناة لعقود طويلة، وتتطلع إلى تقديم غزة من خلال عيون فنانيها المعاصرين، متحدية بذلك الصورة النمطية المحدَدة والمحدِدة لغزة والمفرطة في التسييس، ومحاولة تسليط الضوء على حيوية الحراك الثقافي في غزة وعلاقته بالعالم. ويتابع: «فلغزة حكاياتها عن الفرح المسلوب بقوة الاحتلال، والقتل، والدمار، والحصار، والمعاناة الإنسانية المتواصلة، ولغزة أيضاً روح متألقة وقادرة على الإبداع تنتصر لها في وجه الظلم والتضييق والحصار الذي تعرضت له على مدى العقود الفائتة ولا تزال». فنون مسكونة بروح الثورة وتعتبر الفنانة والناقدة سامية حلبي أن «الفن العربي الحديث والمعاصر، وخصوصاً الفلسطيني، لم يكن بعيداً عن السياسة». وتوضح أن «غزة وفنانيها، ينتجون «فناً تحررياً» مسكوناً بحلم الثورة والتوق إلى العدل المفقود، ولكنه فن تجاوز عتبة دقيقة نحو مرحلة جديدة كما يظهر بجلاء في أعمال الجيل الشاب، مثل العمل الساخر «مشروع غزة بوستر» لطرزان وعرب و»ملصقات غزة وود»». وتضيف حلبي: «تجاوز هذا الفن رمزية نهج ومقاربة الفنانين الفلسطينيين في القرن العشرين نحو فن فلسطيني يعكس واقع جيل لا يملك ذاكرةً عن الوطن وإنما يملك مخيلةً عنه فقط. فن، وإن بدا أقل مباشرةً في مقاومته لاحتلال قاسٍ عايشه هذا الجيل من الفنانين، فإنه فن كيّف أدواته ومواده وقضاياه، لينتج أشكالاً جديدة وحيوية ومتنوعة من التعبيرات الثقافية». وبهذا فإن احتفالية «هذه أيضاً غزة»، تستحضر بحسب حلبي، طاقة الفن وقدرته على خلق سرديات ثقافية جديدة هي في الأساس شريان حياة الهوية. ويشير الشنطي إلى أن هذه الاحتفالية تجاوزت العقبات والعوائق، لافتاً إلى أنها تستضيف أربعة فنانين من غزة في عمّان هم المخرجون خليل المزين وأحمد أبو ناصر ومحمد أبو ناصر، والموسيقي منعم عدوان، إضافة إلى أعمال فنية مختلفة لخمسة وثلاثين فناناً غزاويين. وإيماناً من «الحوش.كوم» بأن الطريقة المثلى لتمكين المبدع العربي هي دعمه لكسب عيشه من إنتاجه الإبداعي، توفر الاحتفالية فرصة لبيع وتسويق هذه الأعمال، معززة بذلك دور الثقافة في التنمية الإنسانية بالاستفادة من تعزيز طاقات الاقتصاد المبني على الإبداع. يذكر أن فعاليات الاحتفالية تتوزع على كل من غاليري راس العين، ومركز الأشرفية الاجتماعي الثقافي، وتشمل عروض أفلام و»فيديو آرت» وغرافيك وصوراً فوتوغرافية وملصقات وأعمالاً تشكيلية، وحوارات مع فنانين.