أعرب وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف جمال رشيد عن امله بأن يسفر الاجتماع، الذي دعا الى عقده العراق مع سورية وتركيا على مستوى الوزراء والخبراء بداية آب (اغسطس) المقبل، عن نتائج ايجابية تسمح بوضع آلية تتعلق بتقاسم عادل للمياه المشتركة، محذراً من «كارثة» تواجه العراق في حال استمرت الحال على ما هي عليه. وقال رشيد ل«الحياة» ان «تدني الايرادات المائية في نهر الفرات على نحو كبير اخيراً دفع العراق الى الدعوة الى عقد هذا الاجتماع الذي يعتبره مناسبة لبيان حجم المشاكل التي يعاني منها نتيجة شح المياه لديه». واشار الى ان التدفقات المائية الى العراق عبر نهر الفرات في منطقة حصيبة عند الحدود العراقية السورية وصلت الى ادنى مستوياتها ولم تتجاوز 250 متراً مكعباً في الثانية، لافتاً الى ان هذه الكميات لا تكفي لتأمين المياه خصوصاً لقطاع الزراعة الذي اصبح يعاني من تراجع انتاجيته، الى جانب المصاعب الاخرى في قطاعات الطاقة والاستخدامات البشرية. واوضح رشيد ان «مياه نهر الفرات تتحكم بها بصورة اساسية تركيا ثم سورية. وعلى رغم اتصالاتنا والجهود الحكومية الاخرى المستمرة والوعود الكثيرة من الجانب التركي باطلاق كميات كافية من المياه الا انها لم تتحقق لحد الآن، ولم يتم تأمين الموارد المائية للزراعة الصيفية والشتوية في حوض الفرات». ولفت الوزير العراقي الى ان محافظات الانبار وبغداد وبابل وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة وذي قار والبصرة تعتمد كلها على مياه الفرات، موضحاً ان معدل الجريان السنوي لنهر الفرات عند دخوله الحدود السورية العراقية قبل استكمال المشاريع التركية والسورية هو 27,4 بليون متر مكعب سنوياً، فيما سيكون معدل الجريان المتوقع بعد استكمال هذه المشاريع على حوض النهر 8,45 بليون متر مكعب وبنوعية مياه يتراوح معدل الاملاح الذائبة فيها بين 1250 الى 1350 جزء بالمليون. وأضاف ان «هذه الحقائق توضح جانباً من حجم الكارثة المتوقعة في هذا القطاع المهم في حال لم تسفر الجهود والاجتماعات، التي نأمل بعقدها، عن نتائج عاجلة». وكانت الحكومة العراقية أقرت بوجود تعقيد في ملف تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة مع العراق لاسباب عدة، بعضها يقضي باستخدام المياه ورقة ضغط لتحقيق مصالح سياسية او اقتصادية. وقال الامين العام لمجلس الوزراء العراقي علي العلاق في تصريح صحافي ان السبب الآخر يتعلق بالظروف الطبيعية التي شهدتها المنطقة من خلال التغييرات المناخية، كقلة الامطار والثلوج التي أثّرت في الدول التي تمتلك مصادر المياه، لافتاً الى ان العراق تحرك لحل هذه المشكلة بشكل جدي ومكثف لدى الدول التي ترفد العراق بالمياه بشكل مستمر، وقال: «لا يخلو أسبوع من زيارة وفد أو توجيه رسالة للتأكيد على زيادة الاطلاقات المائية، ويحدث انفراج بين الحين والآخر ثم تعود المشكلة من جديد». واعرب العلاق عن امله بأن يتمخض الاجتماع المرتقب، الذي وصفه بأنه «مهم»، بين وزير الموارد المائية العراقي ونظرائه في كل من سورية وتركيا وايران عن اتفاق على بعض المبادئ والجوانب التفصيلية المتعلقة بالموضوع.