ندد «المؤتمر الوطني الشعبي للقدس» و«الهيئة الإسلامية - المسيحية لنصرة القدس والمقدسات» في بيان مشترك امس بالتقرير الصادر عن لجنة الأديان في وزارة الخارجية الأميركية، والذي انتقد منع إسرائيل لغير المسلمين، «وتحديداً اليهود»، من الصلاة في باحات المسجد الأقصى واعتبره شكلاً من أشكال منع الحريات الدينية. وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» عبدالله عبدالله امس إن التقرير يحمل تداعيات خطيرة على الأقصى. ونقلت وكالة «سما» عن البيان المشترك اعتباره أن التقرير الأميركي يمثل «تحالفاً أميركياً - إسرائيلياً لتهويد الأقصى وتحقيق الأطماع الإسرائيلية فيه، ويدعم إسرائيل في استباحتها للمسجد وجعله مفتوحاً أمام اليهود بدعوى أنه ضمن باحات ومرافق هيكلهم المزعوم، ويساند إسرائيل ومتطرفيها بتقسيم الأقصى زمنياً بين المسلمين واليهود، كما هي الحال في الحرم الإبراهيمي في الخليل، تمهيداً لتحويله إلى كنيس يهودي وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه». وأشارت المؤسستان في البيان إلى جملة القرارات والتصريحات الإسرائيلية المتطرفة التي تستهدف المسجد الأقصى، مؤكدتيْن أنها تمهد لإجراء كبير بات تنفيذه وشيكاً لتقسيم زمني للمسجد الأقصى وجعله مباحاً أمام اليهود لأداء طقوسهم وشعائرهم التلمودية. واعتبر البيان أن استمرار دولة الاحتلال بمستوطنيها ومتطرفيها بانتهاك حرمة المقدسات الدينية في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، وسائر المناطق الفلسطينية، والاعتداء على المصلين تارةً، ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة وأداء الصلاة فيها تارةً أخرى، هو الانتهاك الصارخ والفاضح لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها الشرائع والمواثيق الدولية، خصوصا الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، كما أنها تتناقض مع اتفاقية جنيف الأولى لعام 1977 التي حظرت الأعمال العدائية ضد أماكن العبادة. كما دان البيان الدعم الأميركي الواضح لسياسات إسرائيل وأهدافها، معتبراً أن «هذا التقرير هو بمثابة ضوء أخضر أميركي لاستكمال وتنفيذ المخطط التهويدي الكبير المعد بحق المسجد الأقصى المبارك والقدسالمحتلة». ووجهت المؤسستان رسالةً عاجلةً للجنة الأديان في وزارة الخارجية الأميركية، عبرتا فيها عن غضبهما ودعتا إلى احترام المسلمين ومساجدهم ودور عبادتهم، ولجم الانتهاك الإسرائيلي لحرية العبادات في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على وقف كل الإجراءات والأعمال التي تستهدف المساجد والكنائس التي باتت تتعرض لكثير من عمليات الاقتحام والتدمير والحرق والتخريب، لما لهذا من أثر في دعم عملية السلام في المنطقة. وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي عبدالله عبدالله امس إن التقرير «خطير جداً»، موضحاً في بيان تلقته وكالة «معاً»، أن تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي بثته القناة الإسرائيلية السابعة الأربعاء الماضي، يحمل بين ثناياه تداعيات مستقبلية خطيرة على المسجد الأقصى ومحيطه، خصوصاً مع سلسلة الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الجهات الإسرائيلية المسؤولة والمتعلقة باعتبار باحات الأقصى ساحات عامة لتمكين اليهود المتطرفين من دخوله وقتما يشاؤون، والدعوات الإسرائيلية إلى تقسيم الوقت بين المسلمين واليهود في دخول المسجد لأداء الصلوات. وقال: «ننظر بخطورة بالغة للتقرير الأميركي الداعي إلى السماح لغير المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى ... ونعتبره دعوة صريحة إلى تفجير الصراع ببعد ديني لن يقتصر مواجهته على الفلسطينيين وحدهم». وأضاف: «هذه الدعوات الأميركية تنسف صدقية كل الادعاءات ببذل جهد في تحقيق السلام في المنطقة، وتفتح الباب أمام تنصل إسرائيل من أي تحرك دولي جاد لإنهاء الصراع».