حزم الرياضيون والمشجعون حقائبهم بعد ساعات على الحفلة الختامية الاستعراضية لاولمبياد ،2012 وتوجهوا نحو مطار هيثرو، فيما لا تزال لندن منتشية من نجاح الالعاب الاولمبية «المجيدة» التي اشيد بتنظيمها المثالي «من دون اخطاء تقريباً». وسيغادر 65 في المئة من الزوار الذين قدموا الى الالعاب الاولمبية أمس (الاثنين)، والغالبية العظمى منهم عبر مطار هيثرو الذي انفق عليه 25 مليون يورو لكي يكون على مستوى الحدث الرياضي العالمي. تم تشييد محطة ركاب موقتة بحجم «ثلاثة مسابح اولمبية» وتضم 31 مقصورة تذاكر لتسجيل القادمين والراحلين وستشهد مرور 15 الف عضواً من «العائلة الاولمبية»، بينهم 6 الاف رياضي وامتعتهم الضخمة. لم يبخل اللندنيون بأية تضحية من اجل أن «يترك الرياضيون العاصمة مع ذكريات جميلة» اذ قام القيمون على المطار بتزيينه على طريقة منتزه لندني، مع عشب ومقاعد ومصابيح الشوارع، من دون نسيان صناديق البريد الحمراء التي تشتهر بها المملكة المتحدة. ومن اجعل اعطاء المزيد من «الواقعية» على مشهد المطار-المتنزه، ارتدى بعض العاملين فيه زي حراس المتنزه. وبالمجمل، أحتضن مطار هيثرو 116 الف مسافر أمس (الاثنين)، في مقابل 95 الف مسافر في اليوم العادي، فيما سيبقى الرقم القياسي الذي سجل في اليوم الاول من الالعاب (123 الف مسافر) في 29 تموز (يوليو) الماضي صامداً لفترة طويلة. نجح المطار اللندني الذي يعاني في الايام العادية من الازدحام، في الرد على المتشائمين الذي رجحوا ان يشهد فوضى عارمة كما حال جميع وسائل المواصلات في العاصمة التي اعتبرت الحلقة الاضعف في ملف تنظيم هذه الالعاب. وفي وقت تتحول فيه القرية الاولمبية سريعاً الى قرية اشباح بعد رحيل الغالبية العظمى من سكانها، ما زال سكان العاصمة يعيشون في حالة نشوة نتيجة النجاح الذي حققه الرياضيون البريطانيون في هذه الالعاب التي جعلت لندن «محط اهتمام العالم» بحسب الرئيس الاميركي باراك اوباما. النشوة البريطانية لم تأتِ نتيجة نجاح التنظيم وبحسب، بل بسبب النتائج التي حققها اصحاب الارض اذ حلوا في المركز الثالث على اللائحة النهائية للميداليات خلف الولاياتالمتحدة والصين، وحصدوا اكبر عدد من الميداليات في تاريخ مشاركاتهم الاولمبية. «انه نجاح مبهر»، هذا ما قاله توني بلير الذي كان رئيساً للوزراء عندما نالت لندن شرف استضافة العرس الاولمبي عام 2005، لشبكة «بي بي سي». وتصدرت صور الحفلة الختامية الهائلة التي اقيمت امس امام 80 الف متفرج احتشدوا في الملعب الاولمبي للاحتفال بستين عاماً على انطلاق موسيقى البوب والروك الانكليزية، الصفحات الاولى للصحف الصادرة أمس، وكتبت صحيفة «غارديان»: «وداعا ايها الالعاب المجيدة»، مضيفة: «قصة نجاح مدة اسبوعين» و«من دون اخطاء»، فيما كتبت «دايلي تلغراف»: «شكراً، انها (الالعاب الاولمبية) مفرقعات نارية حقيقية»، مضيفة: «اسبوعان من الاستعراض المذهل الذي تخطى جميع احلامنا واكثرها جنوناً». وتابعت: «لكن الان يجب العودة الى الواقع»، في اشارة منها الى الركود الاقتصادي التي تعاني منه البلاد، علماً بأن الدوائر المالية توقعت عائدات من الالعاب الاولمبية بحوالى 16.5 بليون يورو. وانتقلت الشعلة الاولمبية رسمياً مساء امس الى البرازيل التي تحتضن نسخة 2016 في مدينة ريو دي جانيرو، لكن لندن لم تقل كلمتها الاولمبية الاخيرة لانه وبعد 15 يوماً ستستضيف 7 الاف رياضي ومسؤول للمشاركة باولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة بين 29 اب (اغسطس) و9 ايلول (سبتمبر). وبيعت حتى الان 2.1 مليون تذكرة، في مقابل 1.8 مليون تذكرة في اولمبياد بكين قبل اربعة اعوام.