كشف الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية السفير عطاء المنان بخيت ل«الحياة» عن نتائج بعثة تقصي الحقائق التي بعثتها المنظمة إلى ميانمار، إذ ستعرض اليوم على الاجتماع الوزاري الممهد لقمة التضامن الإسلامي، برنامجاً للدعم الإنساني لمسلمي الروهينجا على الدول الأعضاء وعلى المنظمات الإنسانية، فيما سيعقب ذلك لقاء للمنظمات الإنسانية، للتشاور حول العمل المشترك، مؤكداً أن البرنامج الإغاثي سيبدأ بعد العيد مباشرة. ووصف السفير بخيت الذي وصل لجدة مساء امس من ميانمار زيارة البعثة ب«الموفقة» وقال: «لقينا استقبالاً ممتازاً من رئيس الحكومة، وأجرينا اتصالات جيدة، وركز اللقاء على شرح وجهة نظر الدولة بالنسبة لكيفية وقوع الأحداث، والجهود التي نفذتها الحكومة لاحتواء الأزمة، وشرح لنا رئيس الحكومة تفهمه لتفاعل العالم الإسلامي مع هذه الأحداث، نتيجة للمعلومات التي وصلت من الإعلام، معتبراً أنها ضخمت الأحداث أكثر من اللازم، ومبدياً حرصه على إيضاح الحقيقة للعالم الإسلامي». وأضاف: «وجّه رئيس الحكومة دعوة للأمين العام لزيارة ميانمار والإقليم، للاطلاع على الأوضاع، وقال إن ميانمار تشهد حركة إصلاح سياسي وديموقراطي كبيرة، وإن الحكومة حريصة على ألا تؤثر هذه الأحداث في هذه الحركة، وطلبت البعثة من رئيس الحكومة زيارة إقليم أراكان، والسماح للمنظمة وشركائها بالوصول إلى الإقليم وتقديم المساعدات، وأخذنا موافقة رسمية بالبدء في برنامج إنساني لتقديم مساعدات عاجلة للمسلمين وغير المسلمين، وهذا تطور مهم جداً، لأنه للمرة الأولى تسمح الحكومة لمنظمة دولية بالدخول إلى الإقليم». وأوضح أن البعثة زارت إقليم أراكان، واطلعت على أوضاع النازحين، والتقت بالسلطات المحلية، «واتضح لنا من السرد والصور التي شاهدنها وحديثنا مع النازحين في المخيمات وقوع أحداث كبيرة لا بد من تسليط الضوء عليها لأن معرفة الحقيقة تسهم في الحل، ولمسنا من الحكومة حرصها على إعادة الأمن والاستقرار وتقديم المساعدات على رغم إمكاناتهم البسيطة التي اعترفت بها». واعتبر بخيت أن أوضاع مسلمي الروهينجا في مخيمات اللاجئين «سيئة للغاية، وتفتقد عناصر الحياة الكريمة، وتوجد في مناطق صعبة الوصول، لأن الطرق سيئة جداً وتزداد الأوضاع سوءاً بسبب هطول الأمطار الغزيرة في هذه الفترة». وأضاف: «طالما أن الحكومة سمحت لنا بالعمل، فهناك مسؤولية إسلامية وأخلاقية كبيرة على القادة المسلمين وعلى المنظمات الإنسانية للتحرك المباشر والنفرة لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ل 60 ألف نسمة موجودين في المخيمات، ويفتقدون السكن والغذاء والرعاية الصحية». ووجه مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي نداء إلى قادة الدول الإسلامية في اجتماع قمة التضامن الإسلامي بالتحرك عملياً لاعتماد برنامج عاجل لمساعدة مسلمي الروهينجا تحت مظلة التعاون الإسلامي، حتى ينتقل العمل والتضامن الإسلاميين من القول إلى العمل وقال: «كمسؤول إنساني وإبراء للذمة، أوجه نداء إنسانياً ملحاً جداً للقادة للتحرك بشكل عاجل لمساعدة مسلمي الروهينجا، طالما فتح الباب لهم من الحكومة وأعطيت المنظمة ضوءاً أخضر، وإلا سيظل التضامن الإسلامي مقولات لفظية، وسيسبب الوضع الإنساني المتدهور هناك إحباطاً للشعوب الإسلامية ولحكومة ميانمار ولآلاف المتضررين». وثمن السفير بخيت الروح الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعلن عن تبرع المملكة ب 50 مليون دولار لإغاثة مسلمي الروهينجا، واعتبر أن ذلك أكبر تبرع تعلن عنه دولة إسلامية، «ونحن في المنظمة على استعداد لأن نتعاون مع المملكة في تنفيذ هذا البرنامج على الأرض بناء على التفويض الذي منح لنا من الحكومة».