تسعى جزيرة أبوظبي العاصمة والإمارة الأكبر ضمن الإمارات العربية المتحدة، إلى جذب السياح العرب كما الأجانب، والخليجيين كما أبناء الإمارات أنفسهم أيضاً. لكن كل ذلك يأتي بتخطيط وتروٍ وإتقان في الوقت نفسه، سببه الرغبة في أن يتمتع السائح بالخدمات الكاملة والمميزة، لا أن يأتي ليتضرر من قلة الخدمات وضعفها. نجحت أبوظبي في التحول إلى مدينة سياحية منافسة على خريطة السياحة العربية والعالمية، مستفيدة من المساحات الشاطئية الشاسعة، والجزر التي تم تأهيلها سياحياً وثقافياً. فأبوظبي الجزيرة الأكبر غنية بالمساحات التي خدمت سياحياً، من خلال الأسواق التجارية «المولات»، والفنادق الجديدة الفاخرة، وبأسعار في متناول أي سائح يبحث عن الراحة. ومن المفاجآت لدى السائح الخليجي الذي عادة ما يهرب من حرارة الشمس، أن الاستثمار في السياحة في أبوظبي لم يقتصر على البحر، بل تعداه إلى الصحراء القاحلة، إذ استطاعت تحويلها إلى واحة مبهرة من خلال فندق ذي خمس نجوم سمي بقصر السراب الذي أنشئ في صحراء ليوا في الربع الخالي تديره مجموعة أنانتارا، وفق أحدث المواصفات البيئية العالمية، ليستقطب عشاق الهدوء والسكينة. فتميز البلاد السياحي يكمن في غناها وتنوعها الذي يجمع الثقافة بأنواعها مع جمال وسحر والطبيعة، والترفيه المليء بالمغامرات والتشويق. جزيرة السعديات ... دمج السياحة بالثقافة تعد الجزيرة التي تتربع على مساحة تقدر ب27 كيلومتراً مربعاً، إحدى الجزر المهمة التابعة لإمارة أبوظبي، نظراً إلى جمعها بين الثقافة والسياحة على أرض واحدة. فالجزيرة التي تجري عليها حالياً عمليات الإنشاء الكبرى، ينتظر أن تتحول إلى مقصد سياحي عالمي، إذ توجد بها مجموعة من أفخم الفنادق العالمية، منها ما اكتمل بناؤه وبدأ تشغيله، ومنها ما هو في طور البناء. وتتكون محتويات مشروع الجزيرة من متاحف ومعارض وفنادق، ومرافق تعليمية وسكنية أيضاً. وتعد المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات أكبر تجمع للمؤسسات الثقافية في المنطقة، وإحدى أهم الوجهات الثقافية على مستوى العالم،إذ سيتم بناء متحف زايد الوطني (يفتتح في 2016)، وجوجنهايم أبوظبي (يفتتح في 2017)، واللوفر أبوظبي (يفتتح في 2015)، إضافة إلى المتحف البحري ودار المسارح والفنون التي ستقدم أرقى دور الأوبرا والرقص والدراما والموسيقى من كل أنحاء العالم، وستقام عليها العديد من الفعاليات الثقافية العالمية. أما على المستوى الترفيهي فإن منطقة منتجع السعديات تعد أكثر مناطق الجزيرة هدوءاً، فهي جزيرة في قلب جزيرة تمثل ملاذاً للباحثين عن الاسترخاء والخصوصية وعن أجواء الهدوء والسكينة بما توفره من أسباب الراحة والاستجمام برفاهية. تضم المنتجعات البيئية، ومنازل تتميز بهدوء ووداعة فوق مياه الخليج الدافئة، ومتاجر راقية، ومنتجعات السبا المتخصصة. ويعد شاطئ السعديات الذي يمتد بطول 9 كيلومترات، موطناً للسلاحف البحرية النادرة. ويضم الشاطئ مرافق سياحية راقية بنيت وفقاً لأرقى المعايير البيئية المتبعة، ليقصدها السياح من كل أنحاء العالم من دون التأثير على البيئة والمحيط العام. يتميز الشاطئ بأسلوب حياتها العصري السائد المتناغم مع الأجواء الطبيعية الهادئة التي يتمتع بها المقيمون والزوار على حد سواء. وسيضم شاطئ السعديات عند اكتمال مراحله نوادي شاطئية عامة وخاصة، وعدداً من المرافق الرياضية والترفيهية والقاعات الرياضية المجهزة بأحدث المعدات، وكذلك منتجع السبا الذي يحوي حوض سباحة ويسهل الوصول إلى الشاطئ، ومتاجر وممرات للمشاة متناغمة مع البيئة المحيطة. سيضم الشاطئ أيضاً تسعة منتجعات فاخرة من فئة خمس نجوم، تحيط بها الحدائق الغناء والمسطحات الخضراء ضمن أجواء في غاية من الهدوء والرقي. ويقوم مطورو المنتجعات بأعمال التطوير، بما يتوافق مع أعلى المعايير البيئية المتبعة، إذ يتم تطويرها مع مراعاة المحافظة على الكثبان الرملية التي تضمها الجزيرة وعلى الحياة البرية والبحرية التي توجد فيها، فتم وضع التصاميم لهذه المنتجعات بما يتماشى مع هذه التضاريس المميزة للجزيرة بكل ما فيها من أنواع نباتية وحيوانية. وستقدم هذه المنتجعات لزوارها عدداً من مرافق الاستجمام والترفيه على مستوى عالمي. وتعد منطقة شاطئ السعديات منطقة جذب لأرقى الفنادق في عالم الضيافة العالمية، بما فيها أول فندق من فنادق سانت ريجيز في الإمارات، وفندق شانغريلا السعديات، وفندق وفلل بارك حياة. وبإمكان نزلاء الفنادق الوصول بسهولة إلى شواطئ المنتجعات عبر مجموعة من الممرات والجسور بين مساحات تغطيها الكثبان الرملية الجميلة لتصل إلى الشاطئ، إذ يجد الزوار أنفسهم أمام مشاهد طبيعية خلاّبة لا تبعد عن الفنادق سوى بضعة دقائق من المشي. جزيرة ياس ... عنوان الترفيه الأول عرفت جزيرة ياس بأنها مأوى لعشاق الترفيه الذين يزورون الإمارات وتحديداً أبوظبي، إذ تبعد مسافة نصف الساعة عن العاصمة أبوظبي. وتضمّ حلبة مرسى ياس المجهّزة بكل ما هو حديث، وتستضيف سنوياً سباق «جائزة طيران الاتحاد للفورمولا -1» في أبوظبي. أمّا أبرز معالم الحلبة فهو فندق ياس فايسروي أبوظبي الشهير ذو النجوم الخمس، ويتفرّد بكونه الوحيد في العالم الذي يستقرّ فوق حلبة لسباقات الفورمولا-1، علماً بأن نصفه مبنيّ على اليابسة والنصف الآخر فوق الماء. من جهة أخرى، يجتذب مرسى ياس ونادي اليخوت في الجزيرة يخوتاً فخمة من مناطق بعيدة، كأستراليا بمناسبة سباق «جائزة طيران الاتحاد للفورمولا -1» السنوي في أبوظبي. كما تعلّق الإمارة الغنية طموحات كبيرة على مرسى ياس ونادي اليخوت، لكي يصبح منافساً قوياً لأهمّ مراسي اليخوت التقليدية. على الشواطئ الغربية للجزيرة، يقع مضمار ياس لينكس أبو ظبي للغولف، الذي صممه كايل فيليبس أحد أبرز المعماريين المصممين لملاعب الغولف في العالم. ينسجم هذا المضمار من حيث التصميم مع ملاعب الغولف التقليدية التي ترتبط عادة بالمدن الساحلية في أسكتلندا وأرلندا. وسيتمّ افتتاح مدينة «ياس ووتر ورلد للألعاب المائية» الجديدة في الرّبع الأخير من العام الحالي، وستشكّل جزءاً لا يتجزّأ من سلسلة المعالم الترفيهية التي تقدّمها الجزيرة، إلى جانب «حلبة مرسى ياس» و«مضمار ياس لينكس للغولف». وتمتدّ مدينة الألعاب المائيّة هذه على مساحة توازي حجم ملعب كرة قدم، وهي تتضمّن 43 لعبة وزلّاقة ومرفقاً ترفيهياً مستوحاة من مغامرات الشخصيّة الرّئيسية ل«ياس ووتر ورلد» باسم «دانة» - وهي تجسيد لفتاة إماراتية تبحث عن لؤلؤة أسطورية كانت قد أمّنت الازدهار لقريتها. يذكر أنّ «ياس ووتر ورلد» ستشكّل مقصداً ترفيهياً يمكن قضاء يوم كامل فيه بما ستضمّه من مطاعم ومتاجر وألعاب تفاعلية.