تحاول شركة «فنون الشرق الاوسط للانتاج والتوزيع الفني» العراقية دبلجة الأعمال الدرامية الجديدة من خلال استوديو متكامل للدبلجة استورد أخيراً بعدما كانت تلك المهمات الفنية الدرامية تنجز في دمشق وعمان. ويشرف على هذا الاستوديو الفنان يقظان الجريان بالاشتراك مع زوجته المهندسة السورية سويم عبد الغني. ومن اول اعمال هذه الشركة دبلجة المسلسل المكسيكي «7 نساء» الى اللهجة العراقية لحساب قناة «السومرية». يقول الجريان إن «الفنان هو الجندي المجهول وراء نجاح عملية الدبلجة، وفي الوقت الذي يعتقد كثيرون ان هذه العملية الفنية ليست الا ترجمة للعمل من لغته الاصلية الى اللغة البديلة، لكن الحقيقة تشير الى انها فن من فنون التمثيل. فعملية الدبلجة تبدأ من تطابق حركة الشفاه ومخارج الحروف وتنتهي بالحس العام للمشهد الذي يعبر عن المعنى والايقاع المرتبط بتسلسل الاحداث في العمل الاصلي». ويرى المشرف العام على المسلسل الفنان عمار علوان أن المهم في هذا العمل هو ان قصته تحمل أبعاداً ودلالات بعيدة من تلك التي شاهدناها في معظم المسلسلات المكسكية وتتحدث عن ثورة يقوم بها ضباط ومواطنون من ريو غرانادا ضد حكم الإمبراطورية البرازيلية الذي كان يرهق الشعب بالضرائب من دون ان يحقق لهم العدالة والمساواة. ويقول علوان: «اذا كان بعضهم يستسهل هذا النوع من العمل الفني إلا أن على الممثل او المؤدي في الدبلجة ان يتقن ثلاث مهن، الاولى هي حرفية العمل الاذاعي من تقنيات استخدام الميكروفونات وغيرها، والثانية هي حرفية العمل المسرحي وتدرج النغمة الصوتية، والثالثة هي حرفية العمل التلفزيوني بمعرفة ما بعد كل مشهد وتسلسله بحيث يعطيه الحس اللازم للتعبير عن الحدث». وترى مخرجة العمل سويم عبد الغني «ان هذه الخطوة الفنية الجريئة تثبت يوما بعد آخر قدرة العراقيين على الانتاج والابداع والابتكار المفضي الى نهوض الحركة الفنية». ويتناول «7 نساء» تأثير تلك الظروف على النسوة اللواتي لا يفعلن سوى الانتظار. انتظار الزوجة الزوج الذي يعود اليها جثة هامدة... وانتظار الام اولادها وخوفها عليهم من الموت... وانتظار الابنة والدها الذي يقود الثورة. دبلجة العمل ستشارك فيها مجموعة من الفنانين العراقيين المعروفين، بينهم آلاء حسين، كاظم القريشي، بتول عزيز، سمر محمد، لبوة عرب، خليل فاضل، سعد مجيد، نسمة، يقظان الجريان، نجلاء فهمي، عادل عباس وهبة نبيل، اضافة الى بعض الوجوه الشابة. وأسندت ترجمة الحوار الى الفنانة لبوة عرب ابنة الفنانة احلام عرب. يذكر ان دائرة السينما والمسرح العراقية كانت تمتلك استوديو خاصاً بالدبلجة نفذ فيه المخرج الراحل عوني كرومي في ثمانينات القرن العشرين دبلجة مسلسلات عدة إلا أن هذه الفرصة الذهبية ضاعت مع نهب مبنى الدائرة وحرقه بعد عام 2003.