بعد أن ديس العرب عقوداً طويلة، وقبعوا تحت وطأة الاستعباد والاستبداد، وكانوا لا يستطيعون أن يحدّثوا أنفسهم في "خويصة" أنفسهم عن شيء اسمه حرية أو عدالة أو ديموقراطية. شاء الله في هذا العصر الحديث ومع بدايات سنة 2011 أن تثور الشعوب العربية وأن يتغير واقعها من "مزبلة الحكام" إلى أن أصبح بعض الحكام في "مزبلة الشعب". ومع إهداء الله لنا هذه الفسحة العظيمة من العطاء، وهذا الفضل من الهواء الطلق الذي ما حلم به أكثرنا، فضلاً عن أن يراه ويلمسه بيده ظهر ناعقون ونابحون من هنا وهناك، وتطاولوا على المعتقدات وعلى حريات الآخرين، وسبوا الدين، واستهزؤوا بالله ورسله، وفعلوا ما يطيب لحيوانيتهم فعله، وكل ذلك طبعاً تحت متناول الحرية والديموقراطية، ومن فوق طاولة الانفتاح والتطور العالمي! تنادى بعض من تعلم كيف يمسك القلم بأصبعين من أصابع قدمه، ومن حفظ لوحة جهازه المحمول، بالاستهزاء من الله، ومناداته بعبارات لا تليق بشخص ذي اعتبار، فضلاً عن رب العالمين. وكأحد أمثلة «أولئك»، قالت الشابة التي وقفت يوماً من الأيام أمام مجلس الشعب السوري ورفعت لافتة حمراء وطنطن لها الإعلام والناشطون، كتبت عليها "أوقفوا القتل، نريد أن نبني وطنا لكل السوريين"، ولم تفرق طبعاً بين الجيش الحر وجيش الأسد، فالظالم والمظلوم عندها سواء. تدعى هذه الشابة ريما دالي، حيث كتبت على صفحتها في موقع فيسبوك منذ أيام "يا الله بدنا نغيرك يا الله" وألحقتها بابتسامة باردة! وجاء بعدها "بُعيض" النابحين، واستهزؤوا وسخروا من الله جل وعلا، أهذه الحرية التي يسعى لها بعض العرب، وهذا الانفتاح الذي يريدونه ويقاتلون من أجله؟! أكُلُّ هذه الجثث وهؤلاء الأموات الذين يسقطون يومياً في عالما العربي من أجل أن نقول لله ابتعد عنا؟! من أجل أن نسخر من الله وملائكته؟! حقا: إن بعض الحمقى والمغفّلين إذا أعطيتهم شيئاً من الكرامة جنُّوا ولم يعرفوا أين يذهبون. إن هؤلاء الشرذمة، لا يستحقون شيئاً من الحرية والكرامة، وحرام في حقهم أن تقيم لهم ذرة احترام وتقدير؛ لأنهم لا يقدرون قدر الحق والخير، ولا يقدرون احتراماً لأي أحد. (أولئك كالأنعام بل هم أضل)، وما أقرب معنى الآية عليهم وأصدقها! جعفر الوردي [email protected]