صار المسبار «كوريوزيتي» على وشك الدخول في مرحلة جديدة في مهمته على سطح المريخ. وسيمضي مهندسو التحكم بالبعثة في كاليفورنيا أربعة أيام في عملية التركيب عن بعد لبرامج الكترونية جديدة في «كوريوزيتي» تعيد توجيه كومبيوتر المركبة ذات العجلات الست للقيام بمناورة حول سطح الكوكب الاحمر. ولا يستطيع المسبار، العامل بالطاقة النووية ولا يتجاوز حجمه حجم سيارة رياضية صغيرة، سوى تخزين معلومات سابقة البرمجة في الكومبيوتر الموجود فيه مرة واحدة لأن سعة ذاكرته تقل عن سعة ذاكرة هاتف خليويّ. وصمم برنامج الكومبيوتر السابق للتحكم بالرحلة لمهمات معقدة خاصة بدخول الغلاف الجوي والهبوط، الأمر الذي جعل المختبر العلمي المتنقل يقوم بهبوط تاريخي على ارض حوض قديم يسمى «فوهة جيل» الاسبوع الماضي. والنسخة الجديدة للبرنامج التي حُمّلت على كومبيوتر «كوريوزيتي» وهو في طريقه الى المريخ تستهدف بدلاً من ذلك تمكين مهندسي الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) من ان يقودوا المسبار ويشغلوا ذراعه الآلية ويستخدموا مثقابه الكهربائي ويجمعوا البيانات ويزيلوا الغبار، إضافة إلى مهمات اخرى. وستركب الحزمة الجديدة من البرمجيات في الكومبيوتر الرئيس ل «كوريوزيتي» وجهاز الكومبيوتر الاحتياطي. وستعلق كل النشاطات الاخرى خلال عملية التحديث التي كان من المقرر ان تبدأ ليل الجمعة بتوقيت كاليفورنيا في بداية خامس يوم كامل على المريخ. ومن المقرر ان تستأنف عملية فحص الادوات والتقاط الصور والعمليات العلمية في اليوم التاسع من المهمة. يذكر أن «كوريوزيتي» وصل الى المريخ ليل الاحد الماضي بحثاً عن دليل على ان الكوكب ربما كان يحوي في وقت من الاوقات المقومات الاساسية للحياة. وكشفت مراجعة أولية للبيانات المستقاة من المسبار بعد وصوله الى سطح المريخ انه دخل الغلاف الجوي الرقيق للكوكب بسرعة تعادل 24 مرة سرعة الصوت وبجاذبية أكبر من جاذبية الارض بواقع 11 مرة.