8-2012 (ا ف ب) -وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى تركيا لاجراء محادثات حول النزاع في سورية والإعداد "لليوم التالي" لسقوط نظام بشار الأسد الذي فرضت واشنطن عقوبات جديدة عليه شملت حزب الله اللبناني أيضاً. ووصلت الوزيرة الأميركية الى اسطنبول ليل الجمعة السبت قادمة من بنين حيث اختتمت جولة افريقيى استمرت أحد عشر يوماً. وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن كلينتون ستجري في اسطنبول محادثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وستعقد مع داود أوغلو مع كلينتون مؤتمراً صحافياً في الساعة 10,30 توقيت غرينيتش حسب برنامج الزيارة. كما ستلتقي كلينتون أعضاء في المعارضة السورية في اسطنبول ولاجئين سوريين. وتطور واشنطن منذ أسابيع استراتيجية من ثلاثة محاور بشأن سورية. فكلينتون ستبحث مع محاوريها الأتراك في طريقة دعم المعارضة السورية -- التي تكتفي واشنطن حالياً بمدها "بمساعدة غير مميتة" --، والمساعدة الإنسانية وسيناريو للإنتقال السياسي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية انها ستبحث أولاً في "ما نفعله وفي طريقة الحكم على فاعلية ما نفعله لدعم المعارضة". واضاف ان "الأمر يتعلق بدمج ما نفعله وما يفعله الأتراك في الجهود الدولية لتنسيق دعم حقيقي للمعارضة في سورية". اما المحور الثاني من الإستراتيجية الأميركية فيقضي بتقديم "المساعدة الانسانية" خصوصاً لتركيا المجاورة لسورية والتي تستضيف أكثر من خمسين الف لاجىء. ويفترض ان تعلن كلينتون عن تقديم 5,5 ملايين دولار اضافية ما يرفع المساعدة الانسانية الاميركية الى 82 مليون دولار منذ بداية الازمة السورية في آذار(مارس) 2011. ويشهد مجلس الامن الدولي انقساما حول سوريا. وقد منعت روسيا والصين تبني قرارين ضد دمشق في المجلس باستخدامهما حق النقض (الفيتو). وقال المسؤول الاميركي نفسه "بعد الفيتو (الروسي والصيني) قلنا بوضوح اننا ننتقل من نيويورك (مقر الاممالمتحدة) الى دعم للمعارضة في جهودها لتسريع يوم سقوط الاسد والبدء في اسرع وقت بوضع البرنامج "لهذا اليوم التالي" لسقوط النظام السوري. وتابع انه "المحور الثالث" الذي يشمل خطة للانتقال السياسي ترتكز على "قناعة شديدة" بان ايام الرئيس الاسد معدودة. وقال المسؤول نفسه "لا نعرف متى سيرحل الاسد (...) لكن على الاسرة الدولية الاستعداد لذلك"، محذرا من "التحديات المقبلة". واضاف انها "تحديات سياسية واقتصادية وامنية وتحديات مرتبطة بحماية الاسلحة (الكيميائية) حتى لا تقع بايدي سيئة، وتحديات انسانية". وبالتزامن مع المحادثات الاميركية التركية، شنت واشنطن حملة دبلوماسية ضد حزب الله اللبناني الشيعي الذي اتهمته بمساعدة النظام السوري في قمع معارضيه وبانه ربما يخطط لشن هجمات وشيكة في اوروبا. وقال دانيال بنجامين منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية الجمعة "نعتقد ان حزب الله قد يشن هجمات في اوروبا او سواها في اي وقت كان (...) وبدون اي سابق انذار". واضاف ان حزب الله شرع في "تكثيف حملته الارهابية" حول العالم، معتبرا ان الحزب المسلح المدعوم من ايران "مهتم" ايضا بشن هجمات ارهابية في تايلاند حيث تم احباط هجوم على ما يبدو مطلع 2012. كما فرضت وزارة الخارجية الاميركية عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران وذلك في اطار المساعي الاميركية للتضييق على النظامين في طهرانودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل في بيان ان "هذا النوع من التجارة يسمح لايران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته بتزويد الحكومة السورية الموارد لقمع شعبها". واضاف المتحدث ان دمشقوطهران اجرتا تعاملات في قطاع الطاقة، موضحا ان "سوريا ارسلت 33 الف طن متري من البنزين الى ايران في نيسان(ابريل) في صفقة قيل ان قيمتها بلغت 36 مليون دولار".