أولمبياد لندن الذي احتضن العالم بأسره في ألعاب ومسابقات رياضية كل شمّر فيها عن ساعده، وأطلق ساقيه يُغذ المسير نحو المجد، ويملأ خزائن وطنه بالذهب والفضة والبرونز، سباق محموم لا أحد يلتفت فيه إلا للشاشة أو للحكام ليفرح بانتصاره وصعوده لمنصة التتويج وسط دموع الفرح العارمة. هذا التقدم تخلفنا عنه ومع سبق الإصرار، وقائمة الإنجاز تخلو من أي منجز سعودي سوى برونزية واحدة يتيمة في فروسية الفرق حق لنا أن نسميها (ميدالية فروسية الفرح). وليس ذلك لقلة المشاركين في الألعاب، أو ندرة المواهب فقط، ولكن لأسباب أخرى لا أظنها أصبحت تخفى على أحد واشبِعت طرحاً ونقداً وحلولاً، يبدو أنها قيلت لمجرد ملء الفراغ والاستهلاك الإعلامي، لعدم وجود آذان صاغية لها تترجمها إلى عمل، لأن التنظير شيء والواقع شيء مختلف جداً. وحتى التهديد الذي قرأناه في يوم ما بمحاسبة أي اتحاد يقصر في أداء واجبه، ولا يحقق إنجازاً للوطن، يبدو أنه كان مزحة ثقيلة لأن الأوضاع الإدارية والمالية بقيت على حالها، ولم يتغير أي شيء، إلا أن الوفد السعودي المشارك تقلص بعد أن كنا الأكثر نفيراً في الأولمبياد، أصبح الوفد الإداري هو الأكثر، وهذا تطور نوعي فلعل لهذا الوفد فائدة أخرى خفيت علينا، غير التمشية التي اتهموا بها من الإعلام فلربما كلفوا بالاستفادة من الخبرات البريطانية الإدارية في تنظيم حفلات الافتتاح، حتى لا يقعوا مرة أخرى في ذلك الخطأ، الذي وقع في كأس العرب عندما سقط النشيد الوطني لإحدى الدول، أو أن هناك غيرها من المهام الجليلة، غير معلنة أعانهم الله على تحمل أعبائها، فقد اجتمع العمل مع الصيام في هذا الشهر الفضيل. اتحاد الفروسية أتوقع أنه يعمل بمعزل عن اللجنة الأولمبية السعودية فهو لا يستجدي موازنته منها، كما أنه مستقل بإدارته، وفي قراراته، والدليل أن من يشرف على احتراف الفرسان ويرعاهم هو «صندوق الفروسية السعودية»، الذي نقل مقر إقامة الفرسان وجيادهم إلى أوروبا، إذ القرب من أجواء المنافسات العالمية، وهي خطوة لا يجرؤ على تطبيقها أي اتحاد ينضوي تحت لواء اللجنة الاولمبية السعودية، وعندما اسميها فروسية الفرح فلأنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يغمرنا الفرح بإنجازاتهم، وفي مختلف المحافل القارية والدولية، وحري بنا ان أردنا أن يكون للميداليات إخوان وأخوات أن نستفيد من تجربة اتحاد الفروسية، ونطبقها عل شمساً غربت تعود للإشراق، فمن المعيب أن يكون وضعنا الأولمبي مخجلاً لدرجة أن نتوارى عن الأنظار في جميع الألعاب ولا يتردد صدى سارعي للمجد والعلياء في أي محفل. [email protected] @Qmonira