علّقت «هيئة العلماء المسلمين» في لبنان وساطتها مع المسلحين السوريين المتمركزين في جرود بلدة عرسال ومنطقة القلمون السورية للإفراج عن العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديهم منذ اندلاع المعارك بينهم وبين الجيش اللبناني في 2 آب (أغسطس) الجاري «الى حين انضاج ظروف أفضل وإفساحاً في المجال لأطراف أخرى قد تكون لها قدرة أكبر على تسوية هذا الملف»، وفق بيان أصدرته غروب أمس إثر اجتماع وفد منها الى رئيس الحكومة تمام سلام. (للمزيد) وكانت وساطة «هيئة العلماء» التي تحركت منذ بداية المعارك بين الجيش من جهة وبين مسلحين متطرفين من «داعش» و «جبهة النصرة»، وغيرهما في عرسال في وساطة لوقف المعارك، أدت أيضاً الى افراج المسلحين عن 8 عناصر من قوى الأمن الداخلي على دفعتين كانوا لدى «جبهة النصرة»، الأولى شملت 6 والثانية (في 17 آب) اثنين من أصل 20 جندياً بين محتجز ومفقود و17 عنصراً من قوى الأمن الداخلي. وقامت «هيئة العلماء» بوساطتها عبر الاتصال بأحد المشايخ السوريين ذوي الصلة بالمسلحين في جرود عرسال ومنطقة القلمون السورية. وقالت مصادر وثيقة الصلة بالتحرك الذي كان يقوم به مشايخ من «الهيئة» ل «الحياة»، إن هؤلاء «شعروا بأنهم وصلوا الى طريق مسدود، وبأن التواصل مع المسلحين صار صعباً وتذرعوا بأن هناك تحريكاً لوساطة قطرية ففضلوا تعليق مهمتهم». وأوضحت المصادر ان المفاوضات كانت وصلت في المرحلة الأخيرة الى مطالبة المسلحين بنقل عدد من رفاقهم المسلحين الذين جرحوا خلال معارك عرسال وأودعوا مستشفى «الأمل» في مدينة بعلبك الى مستشفى آخر في محيط مدينة زحلة، وأن توافق الحكومة اللبنانية على مبدأ «مقايضة» الافراج عن مزيد من العسكريين بإخلاء سبيل موقوفين من مناصريهم في السجون اللبنانية، من دون اعطاء لائحة بأسماء هؤلاء، ملمحين الى اسم شقيق زعيم احدى المجموعات المسلحة الذي يدعى أبو طلال. وأوضحت المصادر ان الجانب اللبناني وافق على مطلب نقل الجرحى وعلى معاملتهم بطريقة انسانية بعد أن كان وافق على تخفيف الضغط على مخيمات النازحين السوريين في عرسال مقابل الإفراج عن عناصر قوى الأمن الثمانية، وقالت المصادر ل «الحياة» إن الجانب اللبناني طلب في المقابل الإفراج عن 3 من الجنود المحتجزين، لكنه رفض الإقرار بمبدأ مقايضة العسكريين بموقوفين في السجون اللبنانية، وأضافت: «رد المسلحون في اتصالاتهم غير المباشرة مع هيئة العلماء المسلمين، برفض الإفراج عن 3 جنود جدد». وأشارت المصادر الى ان المفاوضين من «هيئة العلماء» تلقوا معلومات بموازاة ذلك بأن المسلحين أعدوا شريط فيديو وربما يكونون سلموه الى احدى الفضائيات، فيه تهديد بالمباشرة بقتل العسكريين اللبنانيين إذا لم يستجب الى طلباتهم، وهذا ما دفع بالهيئة الى تعليق وساطتها. ولم تؤكد المصادر صحة الأنباء عن الاتجاه الى تحرك قطري بدل وساطة هيئة العلماء».