قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان اتصالات "هيئة العلماء المسلمين" استؤنفت مع "جبهة النصرة" بخصوص المحتجزين من قوى الأمن والجيش اللبنانيين، التي توقفت ليومين بعد خروج المسلحين السوريين من بلدة عرسال، الخميس الماضي. وأضافت المصادر ان هيئة العلماء ارتأت ان لا ترسل الشيخ حسام الغالي الذي كان يتولى الوساطة مع قياديي المجموعات المسلحة في عرسال الى جرود البلدة التي انتقلوا اليها، بسبب الموانع الأمنية والجغرافية الناجمة عن صعوبة التنقل والاتصالات وكون المنطقة متداخلة بين لبنان وسورية وتتعرض للقصف من جانب طيران ومدفعية النظام السوري وغياب المرجعية فيها. واشارت الى ان الهيئة لا تريد تكرار ما حصل مع الشيخين سالم الرافعي وجلال كلش اللّذين أصيبا في إطلاق نار لدى دخولهما الى عرسال الاثنين الماضي، ولذا قررت اللجوء الى شيخ سوري للتواصل مع قادة المسلحين الذين يحتجزون 38 جنديا ورجل أمن لبنانيين. وقد توجه الشيخ الى منطقة جرود عرسال ويُتوقع ان يعود مساء اليوم لإطلاع هيئة العلماء المسلمين الممثلة بالشيخ حسام الغالي الذي يطلع الجهات الرسمية على نتائج وساطته. وأوضحت المصادر ان وسطاء هيئة العلماء لم يسمعوا خلال اتصالاتهم السابقة مع مسؤولي "النصرة" و "داعش" اي مطالب تتعلق بالإفراج عن الموقوف أحمد جمعة او عن سجناء إسلاميين في رومية، وان جلّ ما يريدونه عودة الهدوء والاستقرار الى عرسال وتأمين حاجات النازحين السوريين ومتابعة أوضاع المرضى والجرحى منهم. وقالت إن جمعة انشق عن "النصرة" ليلتحق ب "داعش" لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يقبل به، وإن هذه المجموعة تخضع حاليا للمحاكمة من جانب "النصرة"، لأنهم تفرّدوا في فتح المعارك.