كشفت دراسة أميركية مجموعة جديدة من الخلايا الجذعية قد تكون مسؤولة عن توليد الخلايا العصبية التي تولّد بدورها قدرة أكبر على التفكير. ونقلت مجلة «ساينس» الأميركية، عن مدير مركز دوريس لعلم الأعصاب في معهد سكريبس الأميركي للأبحاث البروفسور ألريخ ميولر قوله: «تعدّ القشرة الدماغية مقراً للوظيفة الدماغية حيث تُستوعب المعلومات وتتشكّل الذكريات والوعي». وأضاف: «إن أردنا معرفة هويتنا، علينا أن نفهم هذه المنطقة التي تجتمع فيها كل المعلومات التي تتيح لنا، بالتالي، أن نكوّن نظرتنا إلى العالم من حولنا». وتوصل ميولر وفريقه، من خلال دراسة على الفئران، إلى التعرّف على خلايا جذعية عصبية تحفّز الخلايا العصبية التي تشكّل الطبقات العليا من القشرة الدماغية. وأوضحوا أن هناك خلية جذعية سلفية تحفّز خلايا الطبقات العليا من القشرة الدماغية، بغض النظر عن تاريخ الولادة أو مكانها، داحضين، بالتالي، نظريات كانت تقول عكس ذلك. وقال أحد المشاركين في الدراسة الباحث سانتوس فرانكو: «تتطلب الوظائف المتقدمة مثل الوعي والتفكير والإبداع أنماطاً مختلفة من الخلايا العصبية»، مشيراً إلى أن «السؤال الأهم كان حول السبب وراء كل هذا التنوع في القشرة الدماغية». وأضاف: «تظهر دراستنا أن هذا التنوع موجود في الأساس في الخلايا السلفية». وفسّر الباحثون أن القشرة الدماغية لدى الثديات تتكوّن على شكل طبقات تشبه طبقات حبة البصل، كاشفين اختلافاً في كثافة هذه الطبقات. وأوضحوا أن الطبقات الداخلية الرقيقة التي تستقبل خلايا عصبية تتصل بخلايا الدماغ والنخاع الشوكي، تنظّم الوظائف الأساسية مثل التنفس والحركة، في حين أن الطبقات الداخلية السميكة القريبة من سطح الدماغ الخارجي، والتي تربط بين شقي الدماغ، تحوي خلايا عصبية تستوعب المعلومات التي تلتقطها الحواسّ الخمس. يذكرأن منطقة الدماغ التي أجريت عليها الدراسة لدى الفئران، تمكن مقارنتها بالمنطقة عينها من دماغ الإنسان، والتي توفّر وظائف دماغية مهمة، مثل القدرة على التفكير المجرّد، والتخطيط للمستقبل، إضافة إلى حل المشاكل.