قتل أمس 33 شخصاً وجُرح 41 آخرين بينهم أجانب في حادث سير مروع وقع على طريق سريع قرب منتجع شرم الشيخ في جنوبسيناء، ما فتح الحديث مجدداً عن معدلات الأمان على الطرق المصرية. وكانت حافلتان سياحيتان تقلان ركاباً اصطدمتا على الطريق السريع، على بعد نحو 50 كلم من مدينة شرم الشيخ، ما أدى إلى سقوط 33 قتيلاً على الأقل بين الركاب، بينهم سعوديان، إضافة إلى جرح 41 بينهم سعوديون ويمني وأوكرانية. وقال مسؤول أمني ل «الحياة» إن النيابة العامة بدأت تحقيقاتها لمعرفة أسباب الحادث. وأشار إلى أن «المعاينة الأولية أفادت بأن اختلال عجلة قيادة إحدى الحافلتين تسببت في حصول اصطدام بالمواجهة بين حافلة ركاب كانت متجهة من القاهرة إلى شرم الشيخ وأخرى قادمة في الاتجاه المعاكس، وتسببت شدة الاصطدام في انقلاب الحافلة الثانية مرات عدة قبل أن تستقر على الجانب الأيمن من الطريق». وقال مدير إسعاف جنوبسيناء خالد أبو هاشم إن مسعفين نقلوا 23 جثة وأشلاء ضحايا إلى مستشفى الطور و8 جثث وأشلاء ضحايا آخرين إلى مستشفى الطور العسكري وجثتين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي و10 مصابين من مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى مستشفى الطور لاستقرار حالتهم. ولفت أبو هاشم إلى أن المصابين الأجانب حالتهم مستقرة ويعالجون في مستشفى شرم الشيخ الدولي. وكانت أجهزة الأمن أغلقت الطريق أكثر من ثلاث ساعات لتسهيل دخول سيارات الإسعاف والحماية المدنية والإطفاء ومعدات ثقيلة لقطع أجزاء من الحافلتين لاستخراج الجثث التي استقر معظمها في الجزء الأخير من إحدى الحافلتين وسط الحطام، إضافة إلى رفع الحافلة الأخرى لاستخراج الجثث والأشلاء التي استقرت أسفل عجلاتها. وأوفد الهلال الأحمر في جنوبسيناء متطوعين للمشاركة في إنقاذ الجرحى في موقع الحادث، كما أرسل المحامي العام لنيابات جنوبسيناء محمد عبدالسلام فريقاً من النيابة العامة إلى مستشفيات شرم الشيخ الدولي وطور سيناء العام لاستجواب المصابين والوقوف على أسباب الحادث، وفريقاً فنياً من قطاع المرور لفحص الحافلتين والتأكد من صلاحيتهما ومدى سرعتهما للوقوف على أسباب الحادث، كما بدأ الطب الشرعي تشريح الجثث لبيان أسباب الوفاة. واستنفرت الحكومة لتطويق تبعات الحادث فكلف رئيس الوزراء إبراهيم محلب وزيري الصحة عادل عدوي والتضامن الاجتماعي غادة والي ومحافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة بإعلان حال طوارئ في جميع أجهزة المحافظة للعمل على سرعة نقل جثث ضحايا الحادث وتسليمها إلى ذويهم. ونعى رئيس الوزراء الضحايا «ببالغ الحزن وعميق الأسى». وكلف الوزيرين والمحافظ في اتصال هاتفي ب «توفير الرعاية الكاملة لمصابي الحادث حتى خروجهم من المستشفيات»، بحسب بيان أصدره مجلس الوزراء ونقل إشادة محلب بأهالي مدينة الطور الذين «توافدوا على المستشفى العام للتبرع بالدم وتقديم الدعم اللازم للمصابين».