نجح فريق طبي من مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني في الأحساء، من إنقاذ مريض من موت محقق، بعد إصابته بمرض «نادر جداً» في الرئتين، ليعود إلى الحياة، بعد أن كانت نسبة نجاته أقل من 25 في المئة. وقال استشاري العناية المركزة وأمراض الصدر الدكتور عبد السلام العيثان: «إن المريض وصل إلى المستشفى وهو يعاني من حال فشل تنفسي كامل. وكانت أسبابه مجهولة في البداية،وتبين بعد الفحوصات والتحاليل، وعمل منظار الرئة خروج مادة بيضاء اللون بكثافة من الرئتين. فيما تبين بعد إجراء الفحوصات المخبرية لهذه المادة أنه مصاب بمرض نادر جداً، يسمى طبياً ب «الداء الرئوي البروتيني». وأوضح العيثان، أن هذا المرض ناتج عن «اختلال جيني في خلايا الرئة، ما يجعلها تفرز هذه المادة البيضاء في شكل متواصل، حتى تملأ أجزاء الرئة. وتؤدي إلى فشل تبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئتين والشعيرات الدموية، ثم تنتهي بفشل تام في وظيفة الرئتين». وقال: «تم التخطيط لإجراء عملية غسيل رئوي تام، على مدى يومين، تحت التخدير التام، ولمدة ثمان ساعات، عبر عملية معقدة لعزل إحدى الرئتين، واستخدام الأخرى في مواصلة عملية التنفس على مدى يومين. وتم ضخ نحو 20 لتراً من المحاليل الطبية، للتأكد من تنظيف مكونات الرئة كافة من هذه المادة العالقة». وأوضح أن نسبة الوفاة كانت «75 في المئة، ومن دون السرعة في العلاج يكون الموت محققاً، بنسبة مئة في المئة». وتماثل المريض للشفاء بعد معاناة طويلة من هذا المرض «النادر». وبعد أن زار مستشفيات كثيرة، وتلقى تشخيصات عدة من أطباء. إلا أن العملية الأخيرة والتي قام بها الفريق الطبي المكون من رئيسه الدكتور عبد السلام العيثان، ورئيس قسم التخدير الدكتور مازن مراد، واختصاصي الباطنة الدكتور يوسف العلوي، أنقذت المريض. وقال المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج: «إن هذا الإنجاز الطبي يثبت المكانة الطبية والعلمية الذي وصل إليها الطبيب السعودي، والإمكانات التي توفرت لتحقيق خدمة طبية مميزة». وعد العرفج، هذه الحالة «الثانية من نوعها التي يستقبلها المستشفى منذ افتتاحه قبل عقد من الزمن. وتكللت كلتا الحالتين بالنجاح. والمريض يتمتع بصحة جيدة، بعد أن كانت حياته مُهددة في شكل كبير». يُشار إلى أن أول حالة من هذا المرض اكتشفت في العالم في العام 1958، على يد الطبيب الأميركي روسن. وتشير الدراسات إلى أن هذا المرض يصيب الرجال أكثر من النساء، من سن 20 إلى 50 سنة، وتكون أعراضه كحة مزمنة.