أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأسير بلال ذياب الذي فك قبل ثلاثة أشهر إضراباً مفتوحاً عن الطعام استغرق 78 يوماً، في وقت أصيب عدد من الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال قرب سجن «عوفر». وكان في استقبال ذياب على حاجز الجلمة ذووه وعشرات المواطنين وممثلو المؤسسات وأنصار حركة «الجهاد الإسلامي»، وفي مقدمهم الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان الذي كان أول من شرع في الإضراب الفردي عن الطعام حتى إطلاقه. وانطلق المستقبلون في مسيرة مركبات في شوارع مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وصولاً إلى مسقط رأسه في بلدة كفر راعي جنوبالمدينة. وعبر ذياب عن فرحته العارمة لإطلاقه، معتبراً أن «دولة الاحتلال الصهيوني خضعت أمام معدته الخاوية ورضخت لمطالب الأسرى». وأعتبر أن فرحته منقوصة، خصوصاً أن الآلاف من الأسرى لا زالوا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت ذياب عام 2010، وخاض والأسير المحرر ثائر حلاحلة إضراباً عن الطعام استمر 78 يوماً، وفكا إضرابهما بعد توقيع اتفاق في أيار (مايو) الماضي بين الأسرى ومصلحة السجون الإسرائيلية يتضمن تنفيذ عدد من مطالبهم، من بينها وقف الاعتقال الإداري، والسماح لأهالي أسرى غزة بزيارة أبنائهم. كما قررت محكمة عسكرية إسرائيلية أمس إطلاق الأسيرة ورود القاسم (25 سنة) قبل انتهاء مدة محكوميتها بشهرين فقط. وكان الاحتلال اعتقل القاسم التي تعاني من أمراض عدة، من بلدتها طيرة المثلث في أراضي ال 48 في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006، وحكمت عليها المحكمة بالسجن الفعلي مدة 6 سنوات. إلى ذلك، أصيب أكثر من عشرة فلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال أمام سجن «عوفر» في مدينة بيتونيا قرب رام الله وسط الضفة أمس خلال اعتصام نظمته «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» تزامناً مع عقد جلسة المحكمة العسكرية الإسرائيلية لإعادة محاكمة عضو مكتبها السياسي إبراهيم أبو حجلة، المحرر ضمن صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت. في موازاة ذلك، نظمت «الجبهة الديموقراطية» اعتصاماً مماثلاً أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة. ورفع المعتصمون أعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور أبو حجلة، ورددوا هتافات تطالب الأممالمتحدة بالتدخل لوقف سياسة إعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة التبادل. كما دعوا مصر، بصفتها الوسيط في الصفقة، إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف سياسة الاعتقالات. إلى ذلك، حذر الأسرى في سجن «ريمون» من مخطط لمصلحة السجون يهدف إلى تصعيد إجراءات القمع في حقهم على نحو ما كان قائماً قبل الإضراب الأخير. وقال الأسير جمال الرجوب في تصريحات مسربة من السجن، إن «وحدات القمع الإسرائيلية اقتحمت قبل يومين غرف الأسرى، ودهمت الغرفة التي يقيم فيها مع ستة معتقلين آخرين، وحطمت كل محتوياتها، قبل أن تنقل الأسرى الستة إلى العزل الفردي». وأضاف أن «التصعيد الجديد يتزامن مع حملة منظمة إعلامية وأمنية تقوم بها سلطات الاحتلال ضدهم بذريعة قيام أحد الأسرى بمهاجمة شرطي من حراس السجن احتجاجاً على إجراءات تفتيش مهينة ومذلة تعرضت إليها شقيقته عند أحد حواجز الاحتلال».