واصل أكثر من 1500 أسير فلسطيني أمس إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع على التوالي، على أن ينضم إليهم الأسرى كافة خلال الأيام المقبلة، في وقت رفضت محكمة عسكرية إسرائيلية استئنافاً تقدم به محامي أسيرين مضربين عن الطعام منذ 55 يوماً. وتوقعت محامية «مؤسسة الضمير لشؤون الأسرى ورعايتهم» في رام الله سحر فرنسيس أن يشارك كل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في الإضراب المفتوح عن الطعام خلال الأسبوعين الجاري والمقبل، باستثناء المرضى والأطفال والنساء. وأشارت إلى أن عدد الأسرى المضربين عن الطعام الآن يتجاوز 1500. وأقرت بعدم وجود تقديرات دقيقة لأعداد المضربين بسبب الأوضاع في السجون الإسرائيلية وعمليات نقلهم من سجن إلى آخر من جانب مصلحة السجون، ومعاقبتهم بعدم السماح لأهاليهم ومحاميهم بزيارتهم. وأضافت أن أسرى سجني «مجدو» و «النقب» انضموا أول من أمس إلى الإضراب، وانضم عدد آخر من سجن «عوفر» أمس لخوض الإضراب في شكل دوري وفي مجموعات. وتابعت أن مصلحة السجون اتخذت سلسلة من الإجراءات العقابية في حق الأسرى، من بينها عزل المضربين في سجن «ريمون»، ونقل أسرى سجن «إيشل»، واقتحام سجن «عسقلان» ومصادرة أغراض الأسرى وحاجاتهم، إلى جانب عدد من الأساليب العقابية الأخرى مثل منع الزيارات. وتوقعت تصعيد العقوبات المفروضة على الأسرى المضربين بعد انضمام أعداد منهم إلى الإضراب، مثل استمرار حرمانهم من الزيارات وعزل قادة الحركة عن بقية رفاقهم. رفض استئناف أسيرين من جانبه، أعلن جميل الخطيب محامي الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة أن محكمة عسكرية إسرائيلية رفضت أمس استئنافاً تقدم به الأسيران المضربيْن عن الطعام منذ نحو شهرين لإطلاقهما. وقال إن المحكمة أشارت في قرارها إلى أن «إضراب الأسيرين عن الطعام لا يغير من حقيقة الخطورة الكامنة في ملفهما السري الذي يؤكد تورطهما في نشاطات تشكل خطراً كبيراً ومؤكداً على أمن إسرائيل في حال الإفراج عنهما». وأضاف أن المحكمة ذكرت إن «المسؤولية الطبية للمعتقلين تقع على عاتق إدارة السجون، لكن المعتقلين مسؤولان عن صحتهما، وهما يستطيعان أن يغيرا وضعهما الصحي بالعدول عن الإضراب». ولفت إلى أن المحكمة تتهم ذياب بممارسة «نشاطات تنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي، وله علاقة بأسلحة وإمكانات واستعداد للعمل العسكري»، بينما قالت إن «المادة السرية» المتعلقة بحلاحلة «تتجدد دائماً وتؤكد استمراره في نشاطاته التنظيمية في إطار حركة الجهاد، وهناك مادة جديدة مع إصدار الأمر الذي يؤكد خطورته الكبيرة من داخل السجن». لوحة الوفاء للأسرى إلى ذلك، أزاحت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في غزة أمس الستار عن «لوحة العهد والوفاء للأسرى الأبطال القابعين في سجون الاحتلال» أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة. وتُشير اللوحة إلى مواصلة مساندة أبناء الشعب الفلسطيني للأسرى في معركتهم البطولية التي يخوضونها ضد الاحتلال. ووصف وزير الأسرى عطالله أبو السبح إضراب الأسرى عن الطعام بأنه «وسيلة لنيل الحرية وحق مشروع أمام بطش الاحتلال لهم». وأكد أن الشعب الفلسطيني وحكومته يقفون إلى جانب الأسرى «حتى لو ضُربت غزة من جديد بالفوسفور الأبيض». ونوّه بإضراب الأسرى الفلسطينيين الناشطون في مجال حقوق الإنسان رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني والأمين العام للمنظمة علاء شلبي ومحسن عوض وأمين مكي مدني.