يعتبر المهندس المتقاعد جينيشي كاواكامي (63 سنة) آخر نينجا في اليابان ولن يكون هناك بالتالي زعيم ثان وعشرون لجماعة «بان». ويملك كاواكامي متحفاً شخصياً مكرساً لهؤلاء المقاتلين الغامضين في مدينة ايغا المسورة بالجبال مهد هذا التقليد. يرتدي المهندس المتقاعد، الكيمونو التقليدي البسيط، وهو بشعره الأسود الكثيف لا يشبه بتاتاً الصورة التي تعكسها الأفلام الهوليوودية عن هامات واثبة ترتدي الأسود لتختفي في شكل غامض في سحابة دخان بعد أن تطلق نجمات فولاذية قاتلة. كاواكامي هو الزعيم الحادي والعشرون للجماعة، ويدرك أن النينجا لم يعد لهم وجود، الا انه حريص على التحدث عن تقنياتهم عندما كانوا يقاتلون لحساب أسيادهم الساموراي في القرون الوسطى. ويقول: «لم يعد بامكاننا ان نقتل او نسمم. حتى لو اتبعنا التعليمات لانتاج السم فلا يمكننا ان نجربه». كل شيء في إيغا يدفع الى الغوص في عالم النينجا الخارق، بدءاً بأروقة الخشب الأحمر المؤدية الى معبد شينتو صغير قريب من المتحف والواقع على تلة صغيرة قرب قصر من القرون الوسطى يعود الى العام 1585. لقاء كاواكامي الأول بالنينجا كان في سن السادسة. ومنذ ذلك الحين لم يغادروه، علماً أنه لم يعد يذكر معلمه ماسازو اييدا الا بشكل مبهم. الا انه يذكر صورة رجل كان يرتدي لباس راهب بوذي. يصف كاواكامي نفسه بأنه كان «صبياً غريباً» في صغره ولم يكن أحد يعيره إهتماماً عندما كان يقوم بممارساته الغريبة. ويقول: «كنت أقوم بتمارين لكن لم اكن ادرك ما اقوم به. وبعد فترة طويلة أدركت اني امارس النينجوستو، وهو فن النينجا الذي يجمع بين التمارين الجسدية والذهنية فضلاً عن دراسة الكيمياء والأحوال الجوية وعلم النفس». ويضيف: «يشكل النينجوستو بالنسبة إلى تقنية شاملة للاستمرارية، مع انه كان في البداية أقرب الى فنون القتال التي ترتكز على التجسس وتقنيات حرب الشوارع وطرق الإفلات من الموت من خلال الوقوف على رمش عين العدو، الأمر الذي يعني ان تقف على مسافة قريبة جداً منه بحيث لا يعود يراك». ويضيف: «بالنسبة الى التركيز كنت أنظر الى فتيل شمعة حتى يخال الي اني ادخل الشمعة. كنت اتمرن على سماع صوت ابرة فائقة الصغر تسقط على الأرض». تسلق «الصبي الغريب» الجدران وقفز من مرتفعات عالية وتدرّب على مزج المتفجرات وعرض نفسه للبرد والقيظ والجوع والألم الجسدي. يقول المهندس الياباني: «الأمر صعب ومؤلم وليس بالممتع، الا انني لم اكن اسأل لماذا افعل ذلك، كان هذا جزءاً من حياتي». في سن التاسعة عشرة ورث لقب «المعلم» ومخطوطات سرية فضلاً عن معدات خاصة. وبعض هذه القطع والمعدات معروض في قاعات متحفه القليلة. الى جانب تمارينه باشر جينيشي كاواكامي ابحاثاً عن النينجا في جامعة ميي العامة. وعندما لا يدرس يرافق الزوار في متحفه ويواصل دونما ملل التمارين الجسدية والذهنية للنينجا. ويقر بأن «النينجا غير متكيفين مع العالم الحديث».