دعا رئيس الوزراء الليبي عبدالرحيم الكيب خلال زيارته الى المغرب أمس الاربعاء الى «اتحاد مغاربي فاعل وجدي» مؤكداً ترحيب بلاده ب «العمالة المغربية بشكل كبير جداً». وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس بحث مع رئيس الوزراء الليبي سبل تفعيل الاتحاد المغاربي المتعثر في ضوء المساعي المبذولة لتسريع عقد القمة المغاربية المؤجلة في تونس بعدما اجتمع الكيب مع نظيره المغربي عبد الاله ابن كيران في الرباط أمس. وتطرقت المحادثات بين العاهل المغربي ورئيس الوزراء الليبي الى تطورات الأوضاع الإقليمية بخاصة تداعيات الانفلات الأمني في منطقة الساحل جنوب الصحراء فضلاً عن تعزيز العلاقات الثنائية. وشارك في الاجتماع الجنرال عبدالعزيز بناني قائد المنطقة الجنوبية المفتش العام للقوات المسلحة الملكية فيما شارك فيها من الجانب الليبي اللواء يوسف المنقوش رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، إضافة إلى مسؤولين مغاربة وأعضاء الوفد الليبي، ما يرجح أن يكون التعاون العسكري لجهة التدريب وتبادل الخبرات وفتح المعاهد العسكرية المغربية أمام الضباط الليبيين من بين أهم القضايا التي جرى بحثها. ويعتقد ان البحث تطرق أيضاً الى قضية أموال النظام الليبي السابق الذي كان أقام مشاريع استثمارية في البلاد في قطاع السياحة والتجارة، إضافة الى أوضاع بعض الليبيين المقيمين في المغرب والذين ينظر إليهم أنهم كانوا من فلول نظام الزعيم الراحل معمر القذافي. وأكد الكيب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي في الرباط أمس، «ان الاتحاد المغاربي هو الوعاء الذي يحوينا جميعاً، بل ويحوي الكثير من أحلامنا ونريد لهذه الاحلام ان تتحقق». وأضاف: «لن يحصل ذلك إلا اذا كان هناك اتحاد مغاربي فاعل وجدي عنده برامج عملية مدروسة وواضحة نريد لها ان تتحقق وبشكل سريع». وقال الكيب ان «العمالة المغربية مرحب بها في ليبيا بشكل كبير جداً (..) وأرى المجال مفتوحاً على مصراعيه لمن يستطيع ومن لديه الامكانية للمساهمة في اعادة بناء ليبيا الجديدة. ونؤكد رغبتنا الشديدة في ان تكون للمغرب بصمته في هذه العملية». وكان يقيم في ليبيا قبل اندلاع الثورة وفق الأرقام الرسمية، اكثر من 100 ألف مغربي. وتابع الكيب ان زيارة الوفد الليبي الى المغرب جاءت «اولاً لنشكر المغرب قيادة وشعباً على كل ما بذلوه سواء بشكل مادي أو من طريق مشاعرهم ودعائهم للشعب الليبي خلال ثورته». وأضاف: «نريد ان تعكس هذه العلاقة مشاريع انسانية وايضاً عملية واقتصادية». ومن جهته أعرب عبد الإله بن كيران عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع ليبيا في كافة المجالات ودعا إلى ترجمة المشاعر الإنسانية إلى علاقات عملية دائمة. ووصل الوفد الليبي الكبير الذي يقوده رئيس الحكومة الثلثاء الى مدينة الدارالبيضاء في زيارة رسمية للمغرب هي الأولى من نوعها لمسؤول ليبي رفيع منذ إطاحة نظام القذافي، فيما توقعت المصادر أن تتوج بإبرام المزيد من اتفاقات التعاون. ويضم الوفد الليبي في هذه الزيارة 10 وزراء بينهم وزراء الاقتصاد والتربية والعمل والتعليم العالي والزراعة، اضافة الى رئيس الأركان العامة للجيش ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمارات الخارجية.